نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 158
العدل،
وحكمه الحقّ، صدع بما أمره ربّه، وبلّغ ما حمله، حتّى أفصح بالتوحيد دعوته، وأظهر
في الخلق أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، حتّى خلصت له الوحدانيّة، وصفت له
الربوبيّة، وأظهر اللّه بالتوحيد حجّته، وأعلى بالإسلام درجته، واختار اللّه عزّ
وجلّ لنبيّه ما عنده من الرّوح والدرجة والوسيلة، صلّى اللّه عليه عدد ما صلّى على
أنبيائه المرسلين، وآله الطاهرين) [1]
وقلت في كلمة
أخرى تذكر فضله ومكانته عند الله: (اللّهم فمن جهل فضل محمّد a فإنّي مقرّ بأنّك ما سطحت أرضا، ولا برأت خلقا، حتّى
أحكمت خلقه وأتقنته، من نور سبقت به السّلالة، وأنشأت آدم له جرما، فأودعته منه
قرارا مكينا، ومستودعا مأمونا، وأعذته من الشيطان، وحجبته عن الزيادة والنقصان،
وجعلت له الشرف الذي به تسامى عبادك، فأيّ بشر كان مثل آدم- فيما سقت الأخبار
وعرفتنا كتبك- في عطاياك؟ أسجدت له ملائكتك، وعرّفته ما حجبت عنهم من علمك، إذ
تناهت به قدرتك، وتمّت فيه مشيّتك)[2]
وبعد أن ذكرت
أصوله من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، قلت: (فسبحانك لا إله إلّا أنت، أيّ صلب
أسكنته فيه لم ترفع ذكره؟ وأيّ نبيّ بشّر به فلم تتقدّم في الأسماء اسمه؟ وأيّ
ساحة من الأرض سلكت به لم يظهر بها قدسه؟ حتّى الكعبة التي جعلت منها مخرجه، غرست
أساسها بياقوتة من جنّات عدن، وأمرت الملكين المطهّرين: جبرئيل وميكائيل، فتوسطا
بها أرضك، وسمّيتها بيتك، واتخذتها معبدا لنبيّك، وحرمت وحشها وشجرها، وقدّست
حجرها ومدرها!، وجعلتها مسلكا لوحيك، ومنسكا لخلقك، ومأمن المأكولات، وحجابا
للآكلات العاديات، تحرّم على أنفسها إذعار من