responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 166

ومما يرتبط بالمعاد دعواتك الكثيرة التي تسأل الله فيها حسن العاقبة بأدب وخلق رفيع.. ومنها قولك في بعض أدعيتك: (إلهي كيف أسكت بالإفحام لسان ضراعتي، وقد أقلقني ما أبهم عليّ من مصير عاقبتي؟.. إلهي قد علمت حاجة جسمي إلى ما تكفّلت له من الرزق في حياتي، وعرفت قلّة استغنائي عنه في الجنّة بعد وفاتي، فيا من سمح لي‌ به متفضّلا في العاجل، لا تمنعنيه يوم فاقتي إليه في الآجل.. إلهي إن عذّبتني فعبد خلقته لما أردت فعذّبته، وإن رحمتني فعبد ألفيته مسيئا فأنجيته.. إلهي لا احتراس من الذنب إلّا بعصمتك، ولا وصول إلى عمل الخيرات إلّا بمشيئتك، كيف لي بإفادة ما سلبتني فيه مشيئتك؟ وكيف لي باحتراس من الذنب ما لم تدركني فيه عصمتك؟.. إلهي أنت دللتني على سؤال الجنّة قبل معرفتها، فأقبلت النفس بعد العرفان على مسألتها، أفتدلّ على خيرك السؤّال ثم تمنعه، وأنت الكريم المحمود في كلّ ما تصنعه، يا ذا الجلال والإكرام؟.. إلهي إن كنت غير مستأهل لما أرجو من رحمتك، فأنت أهل أن تجود على المذنبين بفضل سعتك.. إلهي نفسي قائمة بين يديك، وقد أظلّها حسن توكّلها عليك، فاصنع بي ما أنت أهله، وتغمّدني برحمتك.. إلهي إن كان دنا أجلي، ولم يقرّبني منك عملي، فقد جعلت الاعتراف بالذنب وسائل عللي، فإن عفوت فمن أولى منك بذلك، وإن عذّبت فمن أعدل منك في الحكم هنالك.. إلهي إنّك لم تزل بارّا بي أيّام حياتي، فلا تقطع برّك بي بعد وفاتي.. إلهي كيف أيأس من حسن نظرك بعد مماتي وأنت لم تولّني إلّا الجميل في حياتي.. إلهي إن ذنوبي قد أخافتني، ومحبّتي لك قد أجارتني، فتولّ في أمري ما أنت أهله، وعد بفضلك على من غمره جهله، يا من لا تخفى عليه خافية، صلّ على محمّد وعلى آل محمّد، واغفر لي ما خفي عن الناس من أمري)[1]


[1] مسند الإمام علي: 2/516.

نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست