لن أحدثك عن
كل علومك.. فذلك مما لا أطيقه أنا ولا غيري.. ولهذا سأقتصر على بعض ما وصلنا من
علومك التي ترتبط بنا وبواقعنا.. وهي أربعة علوم: علم القرآن، وعلم الاستشراف،
وعلم المراتب والمنازل، وعلم الحقائق والمقاصد.
علم القرآن:
أما علم
القرآن الكريم، فقد أخدته ـ سيدي ومولاي ـ بالسند العالي من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، ولم تمزج فيه لا كعب الأحبار، ولا عبد الله بن
سلام.. بل كنت خالص التلمذة فيه على حبيبك ومربيك رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم..
وقد رزقك
الله مع تلك التلمذة عقلا وثابا للمعاني، وروحا كالمرآة الصافية التي تتجلى فيها
الحقائق، لذلك كانت حقائق القرآن الكريم بين يديك تنهل منها ما تشاء.. ولهذا لا
عجب أن تكون كل كلماتك من نبع القرآن الكريم الخالص.
لقد كنت ترى
بعينيك ـ سيدي ـ كيف ترك المسلمون كتابهم المعجز الواضح البين، وراحوا إلى الأحبار
والرهبان.. وراحوا قبلها وبعدها إلى كل صاحب جهل وهوى ليتعلموا على يديه حقائق
القرآن، ونسوا أن القرآن الكريم لا يحتاج إلى كل ذلك.. فهو بذاته، ولمن تدبره
ووعاه، كاف لتوضيح كل حقائق الوجود.. وما تزيده تلك التفسيرات إلا تعقيدا وتأويلا
وتحريفا.
لقد كنت
تنادي فيهم كل حين بالعودة إلى القرآن، وترك ذلك الفضول الذي لا يغنيهم شيئا..
وكنت تقول لمن رأيته يبحث في الله وفي حقائق الوجود بعيدا عن هدي