نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 171
القرآن ـ
ناصحا وموصيا وواعظا ـ: (فما دلك القرآن عليه من صفته فاتبعه ليوصل بينك وبين
معرفته، وائتم به، واستضئ بنور هدايته، فإنها نعمة وحكمة أوتيتها، فخذ ما أوتيت
وكن من الشاكرين، وما دلك الشيطان عليه مما ليس في القرآن عليك فرضه، ولا في سنة
الرسول وأئمة الهدى أثره، فكل علمه إلى الله عز وجل، فإن ذلك منتهى حق الله عليك)[1]
وكنت تخاطب
من تصور أن الرسوخ في العلم هو معرفة عدد أصحاب الكهف أو أسماءهم، أو معرفة تفاصيل
قصص الأنبياء بقولك: (اعلم أن الراسخين في العلم هم الذين أغناهم الله عن الاقتحام
في السدد المضروبة دون الغيوب، فلزموا الاقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب
المحجوب فقالوا: آمنا به كل من عند ربنا، فمدح الله عز وجل اعترافهم بالعجز عن
تناول ما لم يحيطوا به علما، وسمى تركهم التعمق في حاله، ما لم يكلفهم البحث عنه
منهم رسوخا، فاقتصر على ذلك، ولا تقدر عظمة الله على قدر عقلك، فتكون من الهالكين) [2]
وكنت تنادي
أولئك الغافلين الذين اغتبروا يالأخبار والآثار عن كل من هب ودب، وتركوا القرآن..
وتقول لهم في خطبة من خطبك العصماء: (نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بكتاب فصله، وأحكمه وأعزه، وحفظه بعلمه، وأحكمه
بنوره، وأيده بسلطانه، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم
حميد، ولا يخلقه طول الرد، ولا يفنى عجائبه، من قال به صدق، ومن عمل أجر، ومن خاصم
به فلج، ومن قاتل به نصر، ومن قام به هدي إلى صراط مستقيم. فيه نبأ من كان قبلكم،
والحكم فيما بينكم، وخبر معاد كم، أنزله بعلمه وأشهد الملائكة