نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 180
في آخر المسجد،
وقال-: ثمّ ليستعملنّ عليكم اليهود والنّصارى، حتّى تنفوا- يعني إلى أطراف الأرض-
ثمّ لا يرغم اللّه إلّا بآنافكم) [1]
وفي حديث آخر
رحت تصف بعض مظاهر الفتن
التي تنزل بهذه الأمة لإعراضها عن وصايا نبيه بالثقلين، فقلت: (إذا كان زعيم القوم فاسقهم، وأكرم الرجل
اتّقاء شرّه، وعظّم أرباب الدّنيا، واستخفّ بحملة القرآن، وكانت تجارتهم الرباء،
ومأكلهم أموال اليتامى، وعطّلت المساجد، وأكرم الرجل صديقه وعقّ أباه، وتواصلوا
بالباطل، وقطعوا الأرحام، واتخذوا كتاب اللّه مزامير، وتفقّه الناس لغير الدّين،
وأكل الرجل أمانته، وأوتمن الخونة، وخوّن الأمناء، واستعمل السفهاء، ورفعت الأصوات
في المساجد، واتّخذت طاعة الله بضاعة، وكثر القرّاء، وقلّ الفقهاء، فعند ذلك
توقّعوا ثلاثا: توقّعوا ريحا حمراء، وخسفا وزلازل، وأمورا عظاما) [2]
ولم تكتف ـ
سيدي ـ بتلك الأوصاف التي وصفت بها عصرك والعصور بعدك، وإنما رحت في خطبك الكثيرة
تحلل أسبابها، وتعطي العلاج الناجع لها.
ومن ذلك
خطبتك العظيمة المعروفة بـ (القاصعة) [3]، والتي شخصت فيها الصراع بين المشروع الإلهي
والمشروع الشيطاني.. والتي حذرت فيها من إبليس، وبينت أنه لن يغفل عن هذه الأمة
كما لم يغفل عن غيرها من الأمم.. وأنه سيحرف دينها كما حرف سائر الأديان..
ومما ذكرته
فيها قولك: (فاعتبروا بما كان
من فعل اللّه بإبليس، إذ أحبط عمله الطّويل، وجهده الجهيد، وكان قد عبد اللّه ستّة
آلاف سنة، لا يدرى أ من سني الدّنيا، أم