responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 179

فقد نبذ الكتاب حملته، وتناساه حفظته. فالكتاب يومئذ وأهله طريدان منفيّان، وصاحبان مصطحبان في طريق واحد لا يؤويهما مؤو. فالكتاب وأهله في ذلك الزّمان في النّاس وليسا فيهم، ومعهم وليسا معهم، لأنّ الضّلالة لا توافق الهدى وإن اجتمعا. فاجتمع القوم على الفرقة، وافترقوا على الجماعة، كأنّهم أئمّة الكتاب، وليس الكتاب إمامهم، فلم يبق عندهم منه إلّا اسمه، ولا يعرفون إلّا خطّه وزبره، ومن قبل ما مثّلوا بالصّالحين كلّ مثلة، وسمّوا صدقهم على اللّه فرية، وجعلوا في الحسنة عقوبة السّيّئة) [1]

وفي خطبة أخرى رحت تذكر الفتن وأسبابها، فقلت: (ألا بأبي وأمّي! هم من عدّة أسماؤهم في السّماء معروفة، وفي الأرض مجهولة، ألا فتوقّعوا ما يكون من إدبار أموركم، وانقطاع‌ وصلكم، واستعمال صغاركم، ذاك حيث تكون ضربة السّيف على المؤمن أهون من الدّرهم من حلّه، ذاك حيث يكون المعطى أعظم أجرا من المعطي، ذاك حيث تسكرون من غير شراب، بل من النّعمة والنّعيم، وتحلفون من غير اضطرار، وتكذبون من غير إحراج، ذاك إذا عضّكم البلاء كما يعضّ القتب غارب البعير، ما أطول هذا العناء، وأبعد هذا الرّجاء؟ أيّها النّاس، ألقوا هذه الأزمّة الّتي تحمل ظهورها الأثقال من أيديكم، ولا تصدّعوا على سلطانكم فتذمّوا غبّ فعالكم، ولا تقتحموا ما استقبلتم من فور نار الفتنة، وأميطوا عن سننها، وخلّوا قصد السّبيل لها- فقد لعمري- يهلك في لهبها المؤمن، ويسلم فيها غير المسلم) [2]

وفي خطبة أخرى رحت تذكر فتنة بني أمية، وما تجلبه للأمة من أنواع الانحراف في الدين والدنيا، فقلت: (إنّي أرى أهل الشام على باطلهم أشدّ اجتماعا منكم على حقّكم، واللّه لتوطؤنّ هكذا وهكذا- وضرب برجله على المنبر، حتى سمع صوته من


[1] نهج البلاغة: الخطبة رقم 147.

[2] نهج البلاغة: الخطبة رقم(187)

نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست