responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 178

ولا تخلقه كثرة الرّدّ، وولوج السّمع، من قال به صدق، ومن عمل به سبق)

حينها قام إليك رجل، فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرنا عن الفتنة، وهل سألت رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم عنها؟

فقلت له: إنّه لمّا أنزل اللّه سبحانه قوله: ﴿الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُون﴾ [العنكبوت:1-2]، علمت أنّ الفتنة لا تنزل بنا ورسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم بين أظهرنا، فقلت: يا رسول اللّه، ما هذه الفتنة الّتي أخبرك اللّه تعالى بها؟ فقال: (يا عليّ، إنّ أمّتي سيفتنون بعدي)، فقلت: يا رسول اللّه، أو ليس قد قلت لي يوم أحد حيث استشهد من استشهد من المسلمين، وحيزت عنّي الشّهادة، فشقّ ذلك عليّ، فقلت لي: (أبشر فإنّ الشّهادة من ورائك)؟ فقال لي: (إنّ ذلك لكذلك، فكيف صبرك إذا؟)، فقلت: يا رسول اللّه، ليس هذا من مواطن الصّبر، ولكن من مواطن البشرى والشّكر، وقال: (يا عليّ، إنّ القوم سيفتنون بأموالهم، ويمنّون بدينهم على ربّهم، ويتمنّون رحمته، ويأمنون سطوته، ويستحلّون حرامه بالشّبهات الكاذبة، والأهواء السّاهية؛ فيستحلّون الخمر بالنّبيذ، والسّحت بالهديّة، والرّبا بالبيع)، قلت: يا رسول اللّه، فبأيّ المنازل أنزلهم عند ذلك؟ أ بمنزلة ردّة أم بمنزلة فتنة؟ فقال: (بمنزلة فتنة)[1]

وفي كلمة أخرى من كلماتك النيرة التي وصلتنا ذكرت موقف مشعلي الفتن من القرآن الكريم، وهجرهم له، واحتقارهم لأهله، فقلت: (و إنّه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شي‌ء أخفى من الحقّ، ولا أظهر من الباطل، ولا أكثر من الكذب على اللّه ورسوله، وليس عند أهل ذلك الزّمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حقّ تلاوته، ولا أنفق منه إذا حرّف عن مواضعه، ولا في البلاد شي‌ء أنكر من المعروف، ولا أعرف من المنكر،


[1] نهج البلاغة: الخطبة رقم(156)

نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست