responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 182

أمّة جنودا وأعوانا، ورجلا وفرسانا، ولا تكونوا كالمتكبّر على ابن أمّه، من غير ما فضل جعله اللّه فيه، سوى ما ألحقت العظمة بنفسه، من عداوة الحسد، وقدحت الحميّة في قلبه من نار الغضب، ونفخ الشّيطان في أنفه من ريح الكبر، الّذي أعقبه اللّه به النّدامة، وألزمه آثام القاتلين إلى يوم القيامة)

ثم رحت توبخهم، وتوبخ كل من وقع في شرك الشيطان، وراح يخدم مشروعه، فقلت: (ألا وقد أمعنتم في البغي، وأفسدتم في الأرض، مصارحة للّه بالمناصبة، ومبارزة للمؤمنين بالمحاربة، فاللّه اللّه في كبر الحميّة، وفخر الجاهليّة، فإنّه ملاقح الشّنئان، ومنافخ الشّيطان، الّتي خدع بها الأمم الماضية، والقرون الخالية، حتّى أعنقوا في حنادس جهالته، ومهاوي ضلالته، ذللا عن سياقه، سلسا في قياده، أمرا تشابهت القلوب فيه، وتتابعت القرون عليه، وكبرا تضايقت الصّدور به)

ثم رحت تصف مكامن الداء التي استخدمها الشيطان، وهم الكبراء والطغاة والسادة سواء كانوا من أهل السياسة أو من أهل العلم، فقلت: (ألا فالحذر الحذر من طاعة ساداتكم وكبرائكم، الّذين تكبّروا عن حسبهم، وترفّعوا فوق نسبهم، وألقوا الهجينة على ربّهم، وجاحدوا اللّه على ما صنع بهم، مكابرة لقضائه، ومغالبة لآلائه، فإنّهم قواعد أساس العصبيّة، ودعائم أركان الفتنة، وسيوف اعتزاء الجاهليّة.. فاتّقوا اللّه ولا تكونوا لنعمه عليكم أضدادا، ولا لفضله عندكم حسّادا، ولا تطيعوا الأدعياء الّذين شربتم بصفوكم كدرهم، وخلطتم بصحّتكم مرضهم، وأدخلتم في حقّكم باطلهم، وهم أساس الفسوق، وأحلاس العقوق.. اتّخذهم إبليس مطايا ضلال، وجندا بهم يصول على النّاس، وتراجمة ينطق على ألسنتهم، استراقا لعقولكم، ودخولا في عيونكم، ونفثا في أسماعكم، فجعلكم مرمى نبله، وموطئ قدمه، ومأخذ يده)

ثم رحت تذكرهم، وتذكر الأجيال من بعدهم بعواقب من خضع لمشروع

نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست