نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 183
الشيطان،
ونسي وابتعد عن مشروع الرحمن، فقلت: (فاعتبروا بما أصاب الأمم المستكبرين من قبلكم
من بأس اللّه وصولاته، ووقائعه ومثلاته، واتّعظوا بمثاوي خدودهم، ومصارع جنوبهم، واستعيذوا باللّه من لواقح الكبر،
كما تستعيذونه من طوارق الدّهر. فلو رخّص اللّه في الكبر لأحد من عباده، لرخّص فيه
لخاصّة أنبيائه وأوليائه، ولكنّه سبحانه كرّه إليهم التّكابر، ورضي لهم التّواضع،
فألصقوا بالأرض خدودهم، وعفّروا في التّراب وجوههم، وخفضوا أجنحتهم للمؤمنين،
وكانوا قوما مستضعفين، قد اختبرهم اللّه بالمخمصة، وابتلاهم بالمجهدة، وامتحنهم
بالمخاوف، ومخضهم بالمكاره)
إلى آخر خطبتك
الطويلة ـ سيدي ـ والتي لا نستطيع أن نفسرها بأكثر من قراءتها، وإعادة قراءتها كل
حين لنعيش معانيها العظيمة.. ولتغرس فينا من قيم التواضع والعبودية ما يهزم مشروع
الشيطان من جذوره.
لن أحدثك سيدي
على ما وصلنا من إنبائك عن أخبار المستقبل، والتي صدقتها الأيام، لأن من قومي من
لا يحب الحديث في هذه الأمور.
لكني فقط أريد
أن أذكر لك حديثا من أحاديثك العجيبة التي رأيناها في زماننا رأي العين.. ورآها
الكثير.. ولكن العيون العمي تغض أبصارها عن حديثك.. ولو كان حديثا لخصمك لأشاعوك،
ولجعلوا منه نبوءة من النبوءات، ومكرمة من المكرمات.
فقد حدثتنا قبل
تلك القرون الطويلة عن أولئك المجرمين الذين اكتوينا بنارهم.. فوصفتهم خير وصف
وأصدقه، فقلت: (إذا رأيتم الرايات السود فالزموا الأرض فلا تحركوا أيديكم ولا
أرجلكم، ثم يظهر قوم ضعفاء لا يؤبه لهم، قلوبهم كزبر الحديد، هم أصحاب الدولة، لا
يفون بعهد ولا ميثاق، يدعون إلى الحق وليسوا من أهله، أسماؤهم الكنى ونسبتهم
القرى، وشعورهم مرخاة كشعور النساء، حتى يختلفوا فيما بينهم، ثم
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 183