إن هذا الحديث
معجزة من معجزاتك سيدي، لمن يريد أن يعرف قدرك.. فكل كلمة فيه تدل على [داعش]، أو
ما يسمونها [تنظيم الدولة الإسلامية]، فأول لفظة في نبوءتك الصادقة قولك: (لا يؤبه
بهم): وهذا متحقق في الواقع، اذ أنه لم يأبه بهم أحد إلى أن اجتاحوا نصف العراق،
وهزموا المسلحين في سوريا.. وقولك (قلوبهم كزبر الحديد)، تصف قسوة قلوبهم، وهي محل
اتفاق، بل رآها العالم أجمع.. وقولك (هم أصحاب الدولة) هو الشفرة، والسر،
والمعجزة، فهذا متحقق بشكل لا يمكن لأحد أن يخترعه قبل 1200 سنة.. وقولك (لا يفون
بعهد ولا ميثاق) متواتر عنهم، وقصص نكثهم بالعهود وقتلهم الوسطاء والضيوف متواترة..
وقولك (يدعون إلى الحق وليسوا من أهله) متحقق أيضاً، ولذلك يغرون كثيراً من الناس،
فيظنونهم أهل حق، والعلم بهم هش، لأن الناس يتبعون أشباههم.. وقولك (أسماؤهم الكنى
ونسبتهم القرى)، منطبق تماما معهم، حيث نجدهم يسمون: أبو فلان البغدادي، أو فلان
الشيشاني، أبو فلان الليبي، وهذا متحقق فيهم كلهم، وليس مجرد نسبة نادرة.. وقولك (وشعورهم
مرخاة كشعور النساء) يصفهم بدقة..
فهذه ثمان صفات
مجتمعة فيهم لا تجتمع في غيرهم[2].. وهي مجرد نبوءة واحدة من نبوءاتك.. وما
أكثرها.. وما أكثر عبرها.. وما أقل المعتبرين بها.
التحليل والتصنيف:
أما علم
التحليل والتصنيف.. فهو عجيبة من عجائبك.. فأنت تصف الحقائق،
[1] رواه نعيم بن حماد، وقد ذكر
الشيخ حسن بن فرحان المالكي أن إسناده حسن - بالقرائن - لاسيما مع تصديق الواقع
له.
[2] انظر: حديث علي بن أبي طالب
في داعش، لحسن بن فرحان المالكي.
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 184