responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 185

وتقسمها تقسيما بديعا محيطا، وكأنك تراها مجسمة بين عينيك..

وقد وصلنا من تحليلاتك وتصنيفاتك ما يؤسس لمعارف وعلوم كثيرة.. ولو أن الأمة اهتدت بهديها واكتفت بها، لحافظت على أصالة دينها، وما وقعت في الكثير من الدجل الذي وقت فيه.

من ذلك قولك في وصف القلب، وما يتعلق به من صفات متضادة: (لقد علّق بنياط هذا الإنسان بضعة هي أعجب ما فيه وذلك القلب، وذلك أنّ له موادّ من الحكمة، وأضدادا من خلافها؛ فإن سنح له الرّجاء أذلّه الطّمع، وإن هاج به الطّمع أهلكه الحرص، وإن ملكه اليأس قتله الأسف، وإن عرض له الغضب اشتدّ به الغيظ، وإن أسعده الرّضا نسي التّحفّظ، وإن غاله الخوف شغله الحذر، وإن اتّسع له الأمر استلبته الغرّة، وإن أفاد مالا أطغاه الغنى، وإن أصابته مصيبة فضحه الجزع، وإن عضّته الفاقة شغله البلاء، وإن جهده الجوع قعد به الضّعف، وإن أفرط به الشّبع كظّته البطنة، فكلّ تقصير به مضرّ، وكلّ إفراط له مفسد) [1]

ومن ذلك تصنيفك لقوام الدنيا والدين، والذي عبرت عنه بقولك: (قوام الدّين والدّنيا بأربعة: عالم مستعمل علمه، وجاهل لا يستنكف أن يتعلّم، وجواد لا يبخل بمعروفه، وفقير لا يبيع آخرته بدنياه، فإذا ضيّع العالم علمه استنكف الجاهل أن يتعلّم، وإذا بخل الغنيّ بمعروفه باع الفقير آخرته بدنياه) [2]

ومن ذلك هذا التصنيف العجيب للإيمان وأركانه، والذي أجبت به عبادة بن قيس الذي سألك عنه، فقلت على البديهة: (الإيمان على أربعة أركان: الصّبر، واليقين،


[1] نهج البلاغة: الحكمة(108)

[2] نهج البلاغة: الحكمة(372).

نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست