ثم رحت تبين
أركان الصبر، فقلت: (والصّبر من ذلك على أربعة أركان: على الشوق، والشفقة، والزهد،
والترقب، فمن اشتاق إلى الجنّة سلا عن الشهوات، ومن أشفق من النّار رجع عن
الحرمات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات، ومن ترقّب الموت سارع في الخيرات)
ثم رحت تبين
أركان اليقين، فقلت: (اليقين من ذلك على أربعة أركان: على تبصرة الفطنة، وموعظة
العبرة، وتأويل الحكمة بتبيّن العبرة، ومن تبيّن العبرة عرف السنّة، ومن عرف
السنّة فكأنّما كان في الأولين، فاهتدى إلى التي هي أقوم)
ثم رحت تبين
أركان العدل، فقلت: (العدل من ذلك على أربعة أركان: على غامض الفهم، وغمرة العلم،
وزهرة الحكم، وروضة الحكم، فمن فهم فسّر جمل العلم، ومن علم شرع غرائب الحكم، ومن
شرع غرائب الحكم دلّته على معادن الحلم فلم يضلّ. من حلم لم يفرّط في أمره، وعاش
في النّاس حميدا)
ثم رحت تبين
أركان الجهاد، فقلت: (الجهاد من ذلك على أربعة أركان: على الأمر بالمعروف، والنهي
عن المنكر، والصدق في المواطن، وشنآن الفاسقين، فمن أمر بالمعروف شدّ ظهر
المؤمنين، ومن نهى عن المنكر أرغم أنف المنافقين، ومن صدق في المواطن قضى ما عليه،
ومن شنئ الفاسقين فقد غضب لله جلّ وعزّ، ومن غضب لله جلّ ثناؤه، له)
ثم خاطبت ابن
قيس قائلا: (ذلك الإيمان يا ابن قيس ودعائمه وأركانه. أفهمت؟)، فلم يملك ـ وهو
منبهر من حكمتك وعلمك وبديهتك وحضور حجتك ـ إلا أن يقول: