نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 210
ثمّ ناديت بأعلى صوتك: (الجهاد، الجهاد عباد اللّه، ألا وإنّي معسكر
في يومي هذا، فمن أراد الرّواح إلى اللّه فليخرج)
مواعظه لأعدائه:
هذه سيدي بعض مواعظك لعامة المسلمين.. والتي شملت جميع المجالات..
ووعظك ونصائحك سيدي لم تخص بها هؤلاء.. بل أرسلت بها حتى إلى أعدائك
الذين عاندوك وخاصموك، فقد كنت ترسل لهم الرسائل كل حين تذكرهم بالله..
ومن ذلك ما
أرسلت إلى معاوية، تقول له: (من
عبد الله علي أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان. أما بعد فإن الدنيا دار
تجارة، وربحها أو خسرها الآخرة، فالسعيد من كانت بضاعته فيها الاعمال الصالحة، ومن
رأى الدنيا بعينها، وقدرها بقدرها، وإني لأعظك مع علمي بسابق العلم فيك مما لا
مردله دون نفاذه، ولكن الله تعالى أخذ على العلماء أن يؤدوا الامانة، وأن ينصحوا
الغوي والرشيد، فاتق الله، ولا تكن ممن لا يرجو لله وقارا، ومن حقت عليه كلمة
العذاب، فإن الله بالمرصاد وإن دنياك ستدبر عنك، وستعود حسرة عليك فاقلع عما أنت
عليه من الغي والضلال على كبر سنك وفناء عمرك، فإن حالك اليوم كحال الثوب المهيل
الذي لا يصلح من جانب إلا فسد من آخر، وقد أرديت جيلا من الناس كثيرا، خدعتهم
بغيك، وألقيتهم في موج بحرك تغشاهم الظلمات، وتتلاطم بهم الشبهات، فجاروا عن
وجهتهم ونكصوا على أعقابهم وتولوا على أدبارهم وعولوا على أحسابهم إلا من فاء من
أهل البصائر فإنهم فارقوك بعد معرفتك، وهربوا إلى الله من موازرتك، إذ حملتهم على
الصعب، وعدلت بهم عن القصد.. فاتق الله يا معاوية في نفسك، وجاذب الشيطان قيادك،
فإن الدنيا منقطعة عنك،
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 210