نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 215
وقد أورد
الشبه التي يوردها من ناصب لك العداء في التشكيك في كلماتك، لأنهم لكبرهم وصلفهم
يرون أنه لا يصح أن يروي عنك إلا من كان معهم وفيهم، وأكثرهم كانوا في صف أعدائك..
أما من صحبك وكان معك ووالاك، فيحرمونه شرف الرواية عنك، فقال: (كثير من أرباب
الهوى يقولون: إن كثيراً من النهج البلاغة كلام محدث صنعه قوم من فصحاء الشيعة،
وربما عزوا بعضه إلى الرضي أبي الحسن أو غيره، وهؤلاء أعمت العصبية أعينهم فضلوا عن
النهج الواضح، وركبوا بنيات الطريق ضلالة وقلة معرفة بأساليب الكلام)
ثم راح يبرهن
على ذلك بالحجج العقلية الواضحة، فقال: (وأنت إذا تأملت نهج البلاغة وجدته كله
ماءً واحداً ونفساً واحداً وأسلوباً واحداً كالجسم البسيط الذي ليس بعضه مخالفاً
لباقي الأبعاض في الماهية، وكالقرآن أوله كأوسطه، وأوسطه كآخره، وكل سورة منه وكل
آية مماثلة في المأخذ والمذهب والفن والطريق والنظم لباقي الآيات والسور)[1]
ومثله قال الأستاذ
الشيخ محمد عبده ـ شارح كلماتك ـ: (ذلك الكتاب الجليل هو جملة ما اختاره السيد
الشريف الرضي رحمه الله من كلام سيدنا ومولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم
الله وجهه. جمع متفرقة، وسماه بهذا الاسم (نهج البلاغة)، ولا أعلم اسماً أليق
بالدلالة على معناه منه، وليس في وسعي أن أصف هذا الكتاب بأزيد مما دل عليه اسمه)[2]
وقد قال في
وصفه ووصفك: (وأحياناً كنت أشهد أن عقلاً نورانياً، لا يشبه خلقاً جسدانياً، فصل
عن الموكب الإلهي، واتصل بالروح الإنساني، فخلعه عن غاشيات
[1] ابن أبي الحديد المعتزلي: شرح
نهج البلاغة، ج ١ ص ١٢٨ ـ ١٢٩.
[2] الإمام علي بن أبي طالب عليه
السلام: نهج البلاغة، شرح محمد عبده، ص ٨.
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 215