نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 228
قلبه بحبّ
الدّنيا التاط قلبه منها بثلاث: همّ لا يغبّه، وحرص لا يتركه، وأمل لا يدركه)[1]
ومن ذلك
قولك: (من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره، ومن رضي برزق اللّه لم يحزن على ما
فاته، ومن سلّ سيف البغي قتل به، ومن كابد الأمور عطب، ومن اقتحم اللّجج غرق، ومن
دخل مداخل السّوء اتّهم، ومن كثر كلامه كثر خطؤه، ومن كثر خطؤه قلّ حياؤه، ومن قلّ
حياؤه قلّ ورعه، ومن قلّ ورعه مات قلبه، ومن مات قلبه دخل النّار، ومن نظر في عيوب
النّاس فأنكرها ثمّ رضيها لنفسه فذلك الأحمق بعينه، والقناعة مال لا ينفد، ومن
أكثر من ذكر الموت رضي من الدّنيا باليسير، ومن علم أنّ كلامه من عمله قلّ كلامه
إلّا فيما يعنيه) [2]
ومن ذلك
قولك: (لا شرف أعلى من الإسلام، ولا عزّ أعزّ من التّقوى، ولا معقل أحسن من الورع،
ولا شفيع أنجح من التّوبة، ولا كنز أغنى من القناعة، ولا مال أذهب للفاقة من
الرّضا بالقوت، ومن اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الرّاحة، وتبوّأ خفض الدّعة،
والرّغبة مفتاح النّصب، ومطيّة التّعب، والحرص والكبر والحسد دواع إلى التّقحّم في
الذّنوب، والشّرّ جامع مساوئ العيوب) [3]
ومن ذلك قولك
في كلام الحكماء: (إنّ كلام الحكماء إذا كان صوابا كان دواء،
وإذا كان خطأ كان داء) [4]
إلى آخر
كلماتك ـ سيدي ـ التي يتقوت منها أصحاب العقول، ليسقوا بمائها الطاهر شجرة الحكمة
في قلوبهم.. فأنت سيد الحكماء وأنت أستاذهم وأنت سراجهم الذي