ومن ذلك أنك
سئلت: كيف نجدك يا أمير
المؤمنين؟، فأجبت: (كيف يكون حال من يفنى ببقائه، ويسقم بصحّته، ويؤتى من مأمنه) [2]
ومن ذلك
قولك: (عجبت للبخيل يستعجل
الفقر الّذي منه هرب، ويفوته الغنى الّذي إيّاه طلب، فيعيش في الدّنيا عيش
الفقراء، ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء. وعجبت للمتكبّر الّذي كان بالأمس نطفة
ويكون غدا جيفة. وعجبت لمن شكّ في اللّه وهو يرى خلق اللّه. وعجبت لمن نسي الموت
وهو يرى الموتى. وعجبت لمن أنكر النّشأة الأخرى وهو يرى النّشأة الأولى. وعجبت لعامر
دار الفناء وتارك دار البقاء) [3]
ومن ذلك
قولك: (الدّنيا دار ممرّ لا دار مقرّ، والنّاس فيها رجلان: رجل باع فيها نفسه فأوبقها،
ورجل ابتاع نفسه فأعتقها) [4]
ومن ذلك قولك:
(بكثرة الصّمت تكون الهيبة، وبالنّصفة يكثر المواصلون، وبالإفضال تعظم الأقدار،
وبالتّواضع تتمّ النّعمة، وباحتمال المؤن يجب السّؤدد، وبالسّيرة العادلة يقهر
المناوئ، وبالحلم عن السّفيه تكثر الأنصار عليه) [5]
ومن ذلك
قولك: (من أصبح على الدّنيا حزينا فقد أصبح لقضاء اللّه ساخطا، ومن أصبح يشكو
مصيبة نزلت به فقد أصبح يشكو ربّه، ومن أتى غنيّا فتواضع له لغناه ذهب ثلثا دينه،
ومن قرأ القرآن فمات فدخل النّار فهو ممّن كان يتّخذ آيات اللّه هزوا، ومن لهج