نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 23
وأبو سلمة وزوجه أم سلمة.. وهذه السنوات والمعاناة التي كنت تعاني فيها،
وتتربى على يدي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وتستمع إلى القرآن الكريم، وهو ينزل غضا طريا كفيلة
لأن تعطيك من المرتبة ما لا تناطحه الجوزاء، وما لا يدانيك فيه أحد.
وهكذا ظللت مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إلى أن أخرجه أبو سفيان وحزبه، والذين حولتهم الأمة
بعدك إلى صحابة أجلاء، وقرنتهم بك وبالسابقين من أصحابك، وحينها قدمت درسا من دروس
الفداء العظيمة، حين خلفته في فراشه، وحين اتشحت ببردته الخضراء لتوهم أولئك المشركين
المتربصين برسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أنك هو.. وكنت حينها مصداقا لقوله تعالى: ﴿وَمِنَ
النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ الله وَاللّهُ
رَؤُوفٌ بِالْعِبَاد﴾ [البقرة:207]
لقد قال بعض الشعراء يعبر عن تضحيتك العظيمة تلك:
ومواقف لك دون
أحمد
جاوزت
بمقامك التّعريف والتّحديدا
فعلى الفراش مبيت ليلك والعدى
تهدي إليك بوارقا ورعودا
فرقدت مثلوج الفؤاد كأنّما
يهدي القراع لسمعك التّغريدا
فكفيت ليلته وقمت معارضا
بالنّفس لا فشلا ولا رعديدا
واستصبحوا فرأوا دوين مرادهم
جبلا أشمّ وفارسا صنديدا
رصدوا الصّباح لينفقوا كنز الهدى
أوما دروا كنز الهدى مرصودا
وعندما ذهب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم للمدينة، كنت سنده فيها، كما كنت سنده في مكة المكرمة، بل كنت
تتولى أصعب المهام وأشدها وأخطرها، ولذلك فليس غريبا أن يتخذك رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أخا له
عندما آخى بين المهاجرين والأنصار.. بل إنه آخى بينك وبينه قبل ذلك في مكة
المكرمة، كما حدث بذلك المحدثون الثقاة.
فقد حديث ابن عمر قال: إن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم آخى بين أصحابه، فآخى بين أبي
بكر
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 23