نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 22
منه حتى رووا منه جميعا، وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله،
فلما أراد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام، فقال: لهدما سحركم صاحبكم! فتفرق القوم
ولم يكلمهم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال: الغد يا علي، إن هذا الرجل سبقني إلى ما قد
سمعت من القول، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت، ثم
اجمعهم إلي، قال: ففعلت، ثم جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقربته لهم، ففعل كما فعل
بالأمس، فأكلوا حتى ما لهم بشيء حاجة ثم قال: اسقهم، فجئتهم بذلك العس، فشربوا حتى
رووا منه جميعا، ثم تكلم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال: يا بني عبد المطلب، إني والله ما أعلم شابا في
العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد
أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي
ووصيي وخليفتي فيكم؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعا، وقلت: وإني لأحدثهم سنا،
وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا، أنا يا نبي الله، أكون وزيرك عليه فأخذ
برقبتي، ثم قال: (إن هذا أخي ووصى وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا)، فقام القوم
يضحكون، ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع) [1]
وهكذا
كنت معه عندما نزل عليه قوله تعالى: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ
الْمُشْرِكِين﴾ [الحجر:94]، حينها تعرض رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم هو والسابقون من الصحابة
لكل أصناف الأذى، وكنت معه في ذلك كله تعاني مثلما يعاني، وتصد عنه مثلما كان أبوك
يصد عنه.
فعندما حوصر في الشعب الذي دام ثلاث سنوات كاملة، كنت معه في الشعب، وفي ذلك
الحصار الشديد.. ولم يكن معك أحد من الصحابة إلا من آمن من بني هاشم