نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 236
الخلق الذي
يحبه الله: السخاء والجود، ما قال: (لا) لسائل قط. وقال عدوه ومبغضه الذي يجتهد في
وصمه وعيبه معاوية بن أبى سفيان لمحفن بن أبي محفن الضبي لما قال له: جئتك من عند
أبخل الناس، فقال: ويحك ! كيف تقول إنه أبخل الناس، لو ملك بيتا من تبر وبيتا من
تبن، لانفد تبره قبل تبنه. وهو الذى كان يكنس بيوت الاموال ويصلي فيها، وهو الذي
قال: يا صفراء، ويا بيضاء، غري غيري. وهو الذي لم يخلف ميراثا، وكانت الدنيا كلها
بيده إلا ما كان من الشام)
وأما الحلم
والصفح: (فكان أحلم الناس عن ذنب، وأصفحهم عن مسئ، وقد ظهر صحة ما قلناه يوم
الجمل، حيث ظفر بمروان بن الحكم وكان أعدى الناس له، وأشدهم بغضا فصفح عنه. وكان
عبد الله بن الزبير يشتمه على رؤوس الاشهاد، وخطب يوم البصرة فقال: قد أتاكم الوغد
اللئيم علي بن أبى طالب وكان علي عليه السلام يقول: ما زال الزبير رجلا منا أهل
البيت حتى شب عبد الله فظفر به يوم الجمل، فأخذه أسيرا، فصفح عنه، وقال: اذهب فلا
أرينك، لم يزده على ذلك. وظفر بسعيد بن العاص بعد وقعة الجمل بمكة، وكان له عدوا،
فأعرض عنه ولم يقل له شيئا. وقد علمتم ما كان من عائشة في أمره، فلما ظفر بها
أكرمها، وبعث معها إلى المدينة عشرين امرأة من نساء عبد القيس عممهن بالعمائم،
وقلدهن بالسيوف، فلما كانت ببعض الطريق ذكرته بما لا يجوز أن يذكر به، وتأففت
وقالت: هتك سترى برجاله وجنده الذين وكلهم بي، فلما وصلت المدينة ألقى النساء
عمائمهن، وقلن لها: إنما نحن نسوه. وحاربه أهل البصرة وضربوا وجهه ووجوه أولاده
بالسيوف، وشتموه ولعنوه، فلما ظفر بهم رفع السيف عنهم، ونادى مناديه في أقطار
العسكر: ألا لا يتبع مول، ولا يجهز على جريح، ولا يقتل مستأسر، ومن ألقى سلاحه فهو
آمن، ومن تحيز إلى عسكر الامام فهو آمن. ولم يأخذ أثقالهم، ولا سبى ذراريهم، ولا
غنم شيئا من أموالهم، ولو شاء أن يفعل كل ذلك لفعل، ولكنه أبى إلا
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 236