نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 237
الصفح والعفو
وتقيل سنة رسول اللa يوم فتح مكة، فإنه عفا والاحقاد لم تبرد،
والاساءة لم تنس. ولما ملك عسكر معاوية عليه الماء، وأحاطوا بشريعة الفرات، وقالت
رؤساء الشام له اقتلهم بالعطش كما قتلوا عثمان عطشا، سألهم علي وأصحابه أن يشرعوا
لهم شرب الماء، فقالوا: لا والله، ولا قطرة حتى تموت ظمأ كما مات ابن عفان، فلما
رأى أنه الموت لا محالة تقدم بأصحابه، وحمل على عساكر معاوية حملات كثيفة، حتى
أزالهم عن مراكزهم بعد قتل ذريع، سقطت منه الرؤوس والايدي، وملكوا عليهم الماء،
وصار أصحاب معاوية في الفلاة، لا ماء لهم، فقال له أصحابه وشيعته: امنعهم الماء يا
أمير المؤمنين، كما منعوك، ولا تسقهم منه قطرة، واقتلهم بسيوف العطش، وخذهم قبضا
بالايدي فلا حاجه لك إلى الحرب، فقال: لا والله لا أكافئهم بمثل فعلهم، افسحوا لهم
عن بعض الشريعة، ففي حد السيف ما يغني عن ذلك. فهذه إن نسبتها إلى الحلم والصفح
فناهيك بها جمالا وحسنا، وإن نسبتها إلى الدين والورع فأخلق بمثلها أن تصدر عن
مثله)
وأما الجهاد
في سبيل الله: (فمعلوم عند صديقه وعدوه أنه سيد المجاهدين، وهل الجهاد لاحد من
الناس إلا له ! وقد عرفت أن أعظم غزاة غزاها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وأشدها نكاية في المشركين بدر الكبرى، قتل
فيها سبعون من المشركين، قتل علي نصفهم، وقتل المسلمون والملائكة النصف الآخر.
وإذا رجعت إلى مغازي محمد بن عمر الواقدي وتاريخ الاشراف ليحيى بن جابر البلاذري
وغيرهما علمت صحة ذلك، دع من قتله في غيرها كأحد والخندق وغيرهما، وهذا الفصل لا
معنى للاطناب فيه، لانه من المعلومات الضرورية، كالعلم بوجود مكة ومصر ونحوهما)
وأما
الفصاحة: (فهو إمام الفصحاء، وسيد البلغاء، وفي كلامه قيل: دون كلام الخالق، وفوق
كلام المخلوقين. ومنه تعلم الناس الخطابة والكتابة، قال عبد الحميد بن
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 237