نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 25
ارتاع من كتيبة، ولا بارز أحدا إلاّ قتله، ولا ضرب ضربة قطّ فاحتاجت الأولى
إلى الثانية)[1]
وقد شهد لك أعداؤك بتلك الشجاعة والبطولة، فقد روي أنه لمّا دعوت معاوية إلى
المبارزة ليستريح الناس من الحرب بقتل أحدكما، قال له عمرو: لقد أنصفك، فقال
معاوية: ما غششتني منذ صحبتني إلاّ اليوم، أتأمرني بمبارزة أبي الحسن وأنت تعلم
أنّه الشجاع المطرق، أراك طمعت في امارة الشام بعدي[2]..
بل إن أعداءك كانو يفتخرون بأنك أنت الذي قتلتهم.. فقد روي أن أخت عمرو بن
عبد ودّ قالت ترثيه[3]:
لو كان قاتل عمرو غير قاتله
بكيته ما أقام الرّوح في جسدي
لكنّ قاتله
من لا نظير له
وكان يدعى أبوه بيضة البلد
وما تلك الشجاعة والبطولة التي وهبك الله إياها من دون كثير من الناس إلا
لما كان في قلبك من قوة الإيمان التي زرعها فيك وتعهدها حبيك محمد a.. لذلك
كنت تخرج في أيام صفّين وحدك بغير حماية، ولما قيل لك: تقتل أهل الشام بالغداة
وتظهر بالعشي في إزار ورداء؟ قلت: (بالموت تخوّفوني؟ فو الله ما أبالي سقطت على
الموت أم سقط عليّ!)[4]
أذكر جيدا موقفك يوم الخندق.. إن صورتك يومها لا تبرح بالي، لأنها عجيبة من
عجائبك، فقد وصف الله تلك الأيام الشديدة التي اجتمع فيها الشرك والنفاق واليهودية