نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 29
ولكن جبريل جاءنى، فقال: لن يؤدى عنك إلا أنت أو رجل منك)[1]
وقد وصلنا
بالأسانيد الصحيحة أنك قلت حينها لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
وكأنك تعتذر له: (يا نبي الله إني لست باللسن ولا بالخطيب)، فقال: (ما بد أن أذهب
بها أنا، أو تذهب بها أنت)، فقلت حينها: (فإن كان ولا بد، فسأذهب أنا)، فقال a: (فانطلق، فإن الله يثبت لسانك ويهدي قلبك)، ثم وضع
يده الشريفة على فمك الشريف [2].
وهكذا اختارك رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بأمر من ربه سبحانه وتعالى لتكون معه يوم المباهلة
التي ذكرها الله تعالى، فقال: ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا
جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ
وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ
فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ الله عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ [آل عمران: 61]
ففي الحديث الذي رواه جابر بن عبد الله، قال: قدم على النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم العاقب والطيب،
فدعاهما إلى الملاعنة فواعداه على أن يلاعناه الغداة. قال: فغدا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فأخذ
بيد علي وفاطمة والحسن والحسين، ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيئا، وأقرا بالخراج،
قال: فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (والذي بعثني بالحق لو قالا لا لأمطر عليهم الوادي
نارا)، قال جابر: فيهم نزلت ﴿ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا
وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ﴾
وقد قال جابر في تفسير الآية الكريمة: ﴿ وَأَنْفُسَنَا
وَأَنْفُسَكُمْ﴾، رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وعلي بن أبي طالب ﴿ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا﴾ الحسن والحسين ﴿
وَنِسَاءَنَا ﴾ فاطمة[3].
[1]
رواه أحمد (1/151، رقم 1296)، وعبد الله فى زوائده على المسند، وأبو الشيخ، وابن
مردويه، [كنز العمال 4400]