نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 32
سمعت رسول
الله a يقول:
(من أحب عليا ً فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله عز وجل، ومن أبغض عليا ً فقد
أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله عز وجل) [1]
لقد اتفق
هؤلاء وغيرهم كثير على ما لك من منزلة، وعلى أن الله تعالى شاء، ولا راد لاختياره
أن تكون ميزانا توزن به القلوب، ويميز به بين المؤمنين والمنافقين، كما شاء قبل
ذلك أن يجعل آدم عليه السلام محكا لتمييز المستكبرين عن المتواضعين المخلصين.
بل كما شاء
أن يجعل ناقة ثمود معيارا يميز به المؤمنون الخالصون من أصحاب الأهواء والقلوب
المريضة.. فالله يخلق ما يشاء.. ويختار ما يشاء... وويل لمن يعارض اختيار الله، أو
يجادل فيه، أو يستكبر عليه..
لقد ذكر الله
تعالى ذلك عن سائر الأمم، وأنها لم تبتل فقط بأنبيائها، وإنما ابتليت أيضا
بأبنائهم وأحفادهم، قال تعالى: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا
آتَاهُمُ الله مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا﴾ [النساء:54]
ولهذا ورد في
الحديث عن رسو الله a قوله: (عليّ قسيم
الجنة والنار)[2]
وقد فسره أحمد
بن حنبل، الذي يدعي الكثير ممن يناصبونك العداء نسبتهم إليه، فقد حدث محمد بن
منصور الطوسي قال: كنّا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل: يا أبا عبد الله، ما تقول
في هذا الحديث الذي يروى أنّ علياً قال: (أنا قسيم النار)؟ فقال: وما تنكرون من
ذا؟ أليس روينا أنّ النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال لعلي: (لايحبّك إلاّ مؤمن ولا يبغضك
إلاّ
[1] انظر: المستدرك (3/130)
الطبراني في المعجم الكبير(23/380/901) عن أم سلمة، وقال الهيثمي في المجمع
(9/132): (وإسناده حسن)، وقد علق عليه الشيخ ممدوح بقوله: (فهذا طريقان للحديث
كلاهما حسن لذاته، فالحديث: صحيح بهما)