نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 49
منه، وما
يغدر من علم كيف المرجع، ولقد أصبحنا في زمان قد اتّخذ أكثر أهله الغدر كيسا، ونسبهم
أهل الجهل إلى حسن الحيلة.. ما
لهم؟! قاتلهم اللّه!. قد يرى الحوّل القلّب (البصير بتحولات الأمور وتقلباتها) وجه
الحيلة ودونها مانع من أمر الله ونهيه، فيدعها رأي العين بعد القدرة عليها، وينتهز
فرصتها من لا حريجة له في الدّين)[1]
هذه هي سيرتك
سيدي التي واجهت بها خصومك الكثيرين الذين عبر معاوية عنهم، فقال: (و الله لأغلبنّ
بدنياي دين علي)
لكنك كنت
تقول لمن يتهمك بقلة الحيلة والدهاء: (واللّه ما معاوية بأدهى منّي ولكنه يغدر ويفجر،
ولو لا كراهية الغدر لكنت أدهى الناس، ولكن كلّ غدرة فجرة، وكل فجرة كفرة، ولكل غادر لواء يعرف به يوم
القيامة! (والله ما استغفل بالمكيدة، ولا أستغمز بالشديدة)[2]
وكنت تقول:
(و الله إني لأعلم بدائكم ودوائكم ولكن هيهات أن أصلحكم بخراب نفسي)
وكنت تقول: (أتأمروني أن أطلب
النصر بالجور، واللّه لا أطور به ما سمر سمير وما أمّ نجم في السماء نجما)[3]
وكنت تقول: (اللهم
إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان، ولا التماس شيء من فضول
الحطام، ولكن لنرد المعالم من دينك، ونظهر الأصلاح في بلادك، فيأمن المظلومون من
عبادك، وتقام المعطلة من حدودك)[4]