نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 72
استثقل الحقّ
أن يقال له، أو العدل أن يعرض عليه، كان العمل بهما أثقل عليه، فلا تكفّوا عن
مقالة بحقّ، أو مشورة بعدل، فإنّي لست في نفسي بفوق أن أخطئ، ولا آمن ذلك من فعلي،
إلّا أن يكفي اللّه من نفسي ما هو أملك به منّي، فإنّما أنا وأنتم عبيد مملوكون
لربّ لا ربّ غيره، يملك منّا ما لا نملك من أنفسنا، وأخرجنا ممّا كنّا فيه إلى ما
صلحنا عليه، فأبدلنا بعد الضّلالة بالهدى، وأعطانا البصيرة بعد العمى) [1]
وكنت تصحح
لهم تلك المفاهيم التي أشاعها بعض الولاءة بينهم، فتقول: (إنّ من أسخف حالات
الولاة عند صالح النّاس: أن يظنّ بهم حبّ الفخر، ويوضع أمرهم على الكبر، وقد كرهت
أن يكون جال في ظنّكم أنّي أحبّ الإطراء، واستماع الثّناء، ولست- بحمد اللّه-
كذلك، ولو كنت أحبّ أن يقال ذلك، لتركته انحطاطا للّه سبحانه عن تناول ما هو أحقّ
به من العظمة والكبرياء.. وربّما استحلى النّاس الثّناء بعد البلاء، فلا تثنوا
عليّ بجميل ثناء، لإخراجي نفسي إلى اللّه سبحانه وإليكم، من التّقيّة في حقوق لم
أفرغ من أدائها، وفرائض لا بدّ من إمضائها) [2]
ولم يكن ذلك
مجرد مواعظ أو شعارات.. بل كانت حقيقة تسير بها في رعيتك.. فقد كنت تدعوهم لذكر
مواقفهم وآرائهم في كل ما يرتبط بشؤون الدولة.. لقد كنت تقول لهم: (فلا تكفّوا عن
مقالة بحق، أو مشورة بعدل، فإنّي لست في نفسي بفوق أن أخطىء، ولا آمن ذلك من
فعلي، إلّا أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به منّي فإنما أنا وأنتم عبيد مملوكون
لربّ لا ربّ غيره، يملك منّا ما لا، نملك من أنفسنا.. ولا تظنّوا بي استثقالا في
حقّ قيل لي، ولا التماس إعظام
لنفسي، فإنه من استثقل الحقّ أن يقال له، أو العدل أن