نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 75
وهكذا كنت
تسمح لهم بكل ما يمارسونه من شعائرهم من غير أن تضيق عليهم، بل من غير أن تظهر لهم
أي حرج أو عتاب أو توبيخ..
وقد روى
المؤرخون أن محمد بن أبي بكر كتب إليك يسألك عن رجل مسلم فجر بامرأة نصرانية، وعن
قوم زنادقة فيهم من يعبد الشمس والقمر، ومنهم من يعبد غير ذلك.. فرددت عليه: (أن
أقم الحد فيهم على المسلم الذي فجر بالنصرانية، وادفع النصرانية إلى النصارى يقضون
فيها ما شاؤوا)، ثم أمرته في الزنادقة أن يتركوا يعملون ما شاءوا[1].
وهكذا روي
أنك أتيت بهدية النيروز، فقلت: ما هذا؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين، اليوم النيروز،
فقلت مازحا: (اصنعوا لنا كل يوم نيروزا)[2]
وروي أنك
مررت على بعض المجوس، فراحوا يستقبلونك بحفاوة، فسألتهم: (ما هذه الدواب التى
معكم؟ وما أردتم بهذا الذى صنعتم؟) فقالوا: (أما هذا الذى صنعنا فهو خلق منا نعظم
به الأمراء. وأما هذه البراذين فهدية لك. وقد صنعنا لك وللمسلمين طعاما، وهيأنا
لدوابكم علفا كثيرا)
حينها أجبتهم
بقولك: (أما هذا الذى زعمتم أنه منكم خلق تعظمون به الأمراء فوالله ما ينفع هذا
الأمراء، وإنكم لتشقون به على أنفسكم وأبدانكم، فلا تعودوا له. وأما دوابكم هذه،
فإن أحببتم أن نأخذها منكم فنحسبها من خراجكم أخذناها منكم. وأما طعامكم الذى
صنعتم لنا فإنا نكره أن نأكل من أموالكم شيئا إلا بثمن)
فقالوا لك
متعجبين: (يا أمير المؤمنين، نحن نقومه ثم نقبل ثمنه)، فقلت لهم: (إذا لا تقومونه
قيمته، نحن نكتفي بما دونه)، فقالو لك: يا أمير المؤمنين فإن لنا من العرب