نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 74
قوما لا يقولون إذا قلت، ولا يسألون إذا أمرت. وإن مع عليّ قوما يقولون
إذا قال، ويسألون إذا أمر، فقليل ممّن معك خير من كثير ممّن معه)[1]
ولم تكن تلك
الحرية التي أعطيتها لرعيتك، وتعاملت بها معها على أساسها خاصة بالمسلمين، بل شملت
غيرهم أيضا من أهل الأديان، فقد كنت تقول: (لو استقامت لي
الإمرة، وثنيت لي الوسادة لحكمت لاهل التوراة بما
انزل الله في التوراة... ولحكمت لاهل الانجيل بما
انزل الله في الانجيل .. ولحكمت لاهل القرآن بما انزل
الله في القرآن)[2]
وفي الوقت
الذي كان يردد فيه بعضهم قوله: (إذا دق بالناقوس اشتد غضب الرحمن عز وجل، فتنزل
الملائكة، فتأخذ بأقطار الأرض)[3]، كنت تقول خلاف ذلك، وكنت تستمع من صوت
الناقوس خلاف ما يستمع.
فقد حدث بعض
أصحابك قال: بينا أنا أسير مع أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب في الحيرة إذا نحن
بديراني يضرب بالناقوس، قال: فقال علي بن أبي طالب: يا حارث أتدري ما يقول هذا
الناقوس؟ قلت: الله ورسوله وابن عم رسوله أعلم. قال: إنه يضرب مثل الدنيا وخرابه
ويقول: لاإله إلا الله حقا حقا، صدقا صدقا، إن الدنيا قد غرتنا وشغلتنا واستهوتنا
واسستغوتنا، ياابن الدنيا مهلا مهلا، يا ابن الدنيا دقا دقا، يا ابن الدنيا جمعا
جمعا، تفني الدنيا قرنا قرنا، ما من يوم يمضي عنا، إلا وهي أوهى منا ركنا، قد
ضيعنا دارا تبقى، واستوطنا دارا تفنى، لسنا ندري ما فرطنا، فيها إلا لوقد متنا)[4]