نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 81
الجنة. إن الله
حرّم حرما غير مجهولة، وفضل حرمة المسلم على الحرم كلها، وشدّ بالإخلاص والتوحيد
المسلمين، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده إلّا بالحق، لا يحلّ أذى المسلم
إلّا بما يجب. بادروا أمر العامة.. اتّقوا الله عبادة في عباده وبلاده. إنكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم،
أطيعوا الله عزّ
وجلّ ولا تعصوه، وإذا رأيتم الخير فخذوا به، وإذا رأيتم الشرّ فدعوه، واذكروا إذ
أنتم قليلون مستضعفون في الأرض..)[1]
وكنت تقول
لهم، وكأنك تشجعهم على طلب الإنصاف من ظالميهم: (و
أيم الله لأنصفنّ المظلوم من ظالمه، ولآخذنّ الظالم بخزامته حتى أورده منهل الحق
وإن كان كارها)[2]
وكنت تقول
لهم بكل قوة: (ما ضعفت ولا جبنت! فلأنقبنّ الباطل حتى
يخرج الحق من خاصرته)، وتقول: (ظلم
الضعيف أفحش الظلم) ، وتقول: (الظلم في الدنيا بوار، وفي الآخرة
دمار) ،
وتقول: (من ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده)، وتقول: (أقدموا على الله مظلومين، ولا تقدموا عليه
ظالمين) [3]
وكنت تقول
لهم معبرا عن نفسك، وما تمتلئ به مواجيدك: (و اللّه.. لأن أبيت على حسّك السعدان
مسهّدا، أو أجرّ في الأغلال مصفدا، أحبّ إليّ من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة،
ظالما لبعض العباد، وغاصبا لشيء من الحطام، وكيف أظلم أحدا لنفس إلى البلي
قفولها، ويطول في الثرى حلولها.. واللّه لو أعطيت الأقاليم السبعة- بما تحت
أفلاكها- على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته.. ما لعليّ ولنعيم