responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 98

النّاس، اتّقوا اللّه الّذي إن قلتم سمع، وإن أضمرتم علم، وبادروا الموت الّذي إن هربتم منه أدرككم، وإن أقمتم أخذكم، وإن نسيتموه ذكركم)[1]

ومنها قولك في خطبتك في أول خلافتك: (الفرائض، الفرائض! أدّوها إلى اللّه تؤدّكم إلى الجنّة، إنّ اللّه حرّم حراما غير مجهول، وأحلّ حلالا غير مدخول، وفضّل حرمة المسلم على الحرم كلّها، وشدّ بالإخلاص والتّوحيد حقوق المسلمين في معاقدها، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده إلّا بالحقّ، ولا يحلّ أذى المسلم إلّا بما يجب.. بادروا أمر العامّة وخاصّة أحدكم وهو الموت، فإنّ النّاس أمامكم، وإنّ السّاعة تحدوكم من خلفكم، تخفّفوا تلحقوا، فإنّما ينتظر بأوّلكم آخركم) [2]

ومنها قولك في هذه الخطبة البليغة: (عباد اللّه، أوصيكم بتقوى اللّه، فإنّها حقّ اللّه عليكم، والموجبة على اللّه حقّكم، وأن تستعينوا عليها باللّه، وتستعينوا بها على اللّه، فإنّ التّقوى في اليوم الحرز والجنّة، وفي غد الطّريق إلى الجنّة، مسلكها واضح، وسالكها رابح، ومستودعها حافظ، لم تبرح عارضة نفسها على الأمم الماضين منكم، والغابرين‌ لحاجتهم إليها غدا، إذا أعاد اللّه ما أبدى، وأخذ ما أعطى، وسأل عمّا أسدى، فما أقلّ من قبلها، وحملها حقّ حملها، أولئك الأقلّون عددا، وهم أهل صفة اللّه سبحانه، إذ يقول: {وقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ}[سبأ: 13]

فأهطعوا بأسماعكم إليها، وألظّوا بجدّكم عليها، واعتاضوها من كلّ سلف خلفا، ومن كلّ مخالف موافقا، أيقظوا بها نومكم، واقطعوا بها يومكم، وأشعروها قلوبكم، وارحضوا بها ذنوبكم، وداووا بها الأسقام، وبادروا بها الحمام، واعتبروا بمن أضاعها، ولا يعتبرنّ بكم من أطاعها..ألا فصونوها وتصوّنوا بها، وكونوا عن الدّنيا نزّاها، وإلى


[1] نهج البلاغة: الحكمة(203)

[2] نهج البلاغة: الخطبة رقم(167)

نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست