responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 97

عبادة التجار، وأن قوماً عبدوا الله رهبة، فتلك عبادة العبيد، وأن قوماً عبدوا الله شكراً، فتلك عبادة الأحرار)[1]

وفي دعائك المشهور الذي لا يزال محبوك يرددونه كل حين قلت: (يا إلهي وربّي، وسيّدي ومولاي، لأيّ الأمور إليك أشكو، ولم منها أضجّ وأبكي؟ لأليم العذاب وشدّته، أم لطول البلاء ومدّته؟ فلئن صيّرتني للعقوبات مع أعدائك، وجمعت بيني وبين أهل بلائك، وفرّقت بيني وبين أحبّائك وأوليائك، فهبني يا إلهي وسيّدي، ومولاي وربّي، صبرت على عذابك، فكيف أصبر على فراقك؟ وهبني يا إلهي صبرت على حرّ نارك، فكيف أصبر عن النظر إلى كرامتك؟ أم كيف أسكن في النار ورجائي عفوك؟ فبعزتك يا سيدي ومولاي أقسم صادقا، لئن تركتني ناطقا، لأضجّنّ إليك بين أهلها ضجيج الآملين، ولأصرخنّ إليك صراخ المستصرخين، ولأبكينّ إليك بكاء الفاقدين، ولأنادينّك أين كنت يا وليّ المؤمنين، يا غاية آمال العارفين، يا غياث المستغيثين، يا حبيب قلوب الصادقين، ويا إله العالمين؟)[2]

ولكن ذلك لا يعني تجاهل المتقين لما رغبهم الله فيه من الجنة، ولا لما رهبهم منه من النار.. ولذلك لا تراهم يأبهون للدنيا، لأنهم يعيشون الآخرة، فهم كمن دخل الجنة ورأى نعيمها، فهم ساعون جهدهم لتحصيله.. وهم كمن دخل النار، ورأى عذابها، فهم يفرون منها بفرارهم من معاصي الله.

لقد كنت تردد ذلك مرارا، لتملأ القلوب وجلا وهيبة ورغبة ورهبة.. وتملأ الجوارح بعدها حركة وتأثرا وتفاعلا..

ومن كلماتك التي وصلتنا، والتي لا نزال نسمعها ونتأدب بآدابها، قولك: (أيّها


[1] تذكرة الخواص لبسط ابن الجوزي ص144..

[2] وهو جزء من دعاء له معروف بدعاء (كميل)، انظر: مستدرك نهج البلاغة للمحمودي: ج 6 ص 148- 161 .

نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست