نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 117
فأنت من شهدت له كل الدواوين، وكل المؤرخين بأنك بطل
الإسلام الأكبر.. فأكثر الغزوات، كنت أنت بطلها، ومبتدأها وخبرها، وأولها
وخاتمتها..
حتى قال فيك أسيد بن أبي أناس الكناني[1] قبل
إسلامه يخاطب قريشا [2]:
في كلّ مجمع غاية أخزاكم
جذع يفوق على المذاكي القرّح
هذا ابن فاطمة الّذي أفناكم
ذبحا وقتلا بغضه لم يربح
للَّه درّكم ألمّا تذكروا
قد يذكر الحرّ الكريم ويستحي
ولهذا كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يضع
الراية في يدك في كل الغزوات، ومن المعلوم أن أول ما يفعله الأعداء هو قتل صاحب
الراية، حتى يتمكنوا من إسقاطها، ومن تحقيق النصر المعنوي الذي يريدون، ولذلك كان
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يسلمها لك، لعلمه بشجاعتك
وثباتك.
وقد قال ابن عباس يذكر ذلك: (لعلي بن أبي طالب أربع ما
هنّ لأحد: هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،وهو صاحب
لوائه في كل زحف، وهو الذي ثبت معه يوم المهراس (أي يوم أحد)؛ وفرّ الناس، وهو
الذي أدخله قبره)[3]
وعن مالك بن دينار قال: سألت سعيد بن جبير وإخوانه من
القراء: من كان حامل راية رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم؟ قالوا: كان حاملها علي)[4]
وقد ورد في
الروايات أن الفئة الباغية كانت تنهى عن أمثال هذه الروايات، وقد روي أنه لما سأل بعضهم
سعيد بن جبير عن ذلك غضب سعيد، فشكاه إلى إخوانه من
[1]
وهو أسيد بن إياس بن وئيم الكناني. وقد قال هذه الأبيات قبل إسلامه. (ابن حجر،
الإصابة 2 / 508 ).