نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 119
وهكذا كنت في تلك
المعركة المفصلية الفارقة بين الحق والباطل ـ أنت وابن عمك عبيدة بن الحارث بن عبد
المطلب[1] الهاشمي
الذي لا يكاد يعرفه أحد، وحمزة بن عبد المطلب ـ كان ثلاثتكم أول من قابل المشركين في
المبارزة، وذلك عندما خرج عتبة بن ربيعة بين أخيه شيبة، وابنه الوليد من المشركين.
وذلك حين نادى مناديهم: يا محمد ! أخرج إلينا أكفاءنا
من قومنا، وكان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يعرف
شجاعتك على الرغم من أنها أول معركة في الإسلام، لذلك قال: (قم يا عبيدة بن الحرث، وقم يا
حمزة، وقم يا علي)
فلما قمتم، بارز عبيدة ـ وكان أسنكم ـ عتبة بن ربيعة،
وبارز حمزة شيبة بن ربيعة، وبارزت أنت الوليد بن عتبة؛ فأما حمزة فلم يمهل شيبة أن
قتله، وأما أنت فلم تمهل الوليد أن قتلته، واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين،
كلاهما جرح صاحبه، وكررت أنت وحمزة بأسيافكما على عتبة فقتلتماه[2].
وبذلك كانت أول مبارزة في الإسلام مبارزة هاشمية،
وأول شهيد في أخطر معركة رجل من بني هاشم، لا يكاد يعرفه الناس، لأن عقولهم ملأوها
بالطلقاء، وقلوبهم ملأوها بحب البغاة.
وفيك وفي أصحابك من المتبارزين نزل قول الله سبحانه
وتعالى ﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ
كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ
الْحَمِيمُ
[1]
وقيل ابن الحرث بن عبد المطلب القرشي المطلبي، ابن عم النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم أسلم قديمًا، وكان رأس بني عبد مناف
حينئذٍ، كان مع النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم في مكة ثم هاجر وشهد بدرًا وقتل فيها. (انظر : ابن
سعد في الطبقات الكبرى 3 / 50 - 52. وابن حجر، الإصابة 2 / 449).
[2]
انظر : ابن هشام، السيرة النبوية 1 / 625. والمقريزي، امتاع الأسماع 1 / 85.
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 119