responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 122

ساعة طويلة لم أرهما ولا سمعت لهما صوتاً، ثمّ سمعنا التكبير فعلمنا أنّ علياً قد قتله)[1]

وهكذا كانت شجاعتك يوم خيبر.. ذلك الذي شهد لك فيه التاريخ، وحفظه الرواة، ونقلوه بالأسانيد الكثيرة التي لا مجال للشك فيها، منها ما حدث به عبد الرحمان بن أبي ليلى، قال: كان علي يخرج في الشتاء في إزار ورداء، ثوبين خفيفين، وفي الصيف في القباء المحشو، والثوب الثقيل، فقال: الناس لعبد الرحمان: لو قلت لأبيك فإنه يسهر معه، فسألت أبي، فقلت: إن الناس قد رأوا من أمير المؤمنين شيئا استنكروه، قال: وما ذاك؟ قال: يخرج في الحر الشديد في القباء المحشو، والثوب الثقيل، ولا يبالي ذلك، ويخرج في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين، والملاءتين، لا يبالي ذلك، ولا يتقي بردا، فهل سمعت في ذلك شيئا؟ فقد أمروني أن أسألك أن تسأله إذا سمرت عنده، فسمر عنده، فقال: يا أمير المؤمنين، إن الناس قد تفقدوا منك شيئا، قال: وما هو؟ قال: تخرج في الحر الشديد في القباء المحشو، والثوب الثقيل، وتخرج في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين، وفي الملاءتين، لا تبالي ذلك ولا تتقي بردا، قال: وما كنت معنا يا أبا ليلى بخيبر؟ قال: قلت: بلى، والله قد كنت معكم، قال: فإن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم بعث أبا بكر، فسار بالناس فانهزم، حتى رجع إليه، وبعث عمر، فانهزم بالناس، حتى انتهى إليه، فقال رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله له، ليس بفرار، فأرسل إلي فدعاني، فأتيته وأنا أرمد لا أبصر شيئا، فتفل في عيني، وقال: اللهم اكفه الحر والبرد، قال: فما آذاني بعد حر ولا برد[2].

لقد شهد الكثير من الصحابة ذلك الموقف، وكلهم تمنوا أن يحصل لهم مثله.. لقد


[1] انظر: البيهقي في دلائل النبوة، السيرة النبوية لابن كثير ج3 ص204.

[2] رواه أحمد 1/99 (778) و1/133 (1117)، وابن ماجة 117، ورواه البخاري: 4/64 (2975) و5/23 (3702) وفي 5/171 (4209)، ومسلم: 7/122 (6303)

نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست