نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 127
ونسوا أن يكتبوا عنك.. وكأنك نكرة، وكأنك لست من السابقين
الأولين للإسلام.. والذين انتدبهم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ليمثلوا
الإسلام، ويعطوا أحسن النماذج عنه.
لقد ذكر الرواة مواقفك البطولية، وأشادوا بها، وبدورك
العظيم في إقناع النجاشي والكثير من أهل الحبشة بالإسلام.. وكيف استطعت بقوة
إيمانك، ورقة حديثك، وقوة حجتك، وجمال فصاحتك وبلاغتك أن توصل إليهم ذلك الإسلام الجميل
الذي لم يدنسه البغاة وأصحاب الملك العضوض.
لقد حدثت أم سلمة عن ذلك الموقف التاريخي الذي وقفته،
والذي لا تزال الأجيال تنبهر به، فقالت: (لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا
بها خير جار النجاشي، آمنا على ديننا، وعبدنا الله لا نؤذى ولا نسمع شيئا نكرهه،
فلما بعثت قريش عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص بهداياهم إلى النجاشي وإلى
بطارقته، أرسل إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم، فلما جاءهم رسوله
اجتمعوا ثم قال بعضهم لبعض: ما تقولون للرجل إذا جئتموه؟ قالوا: نقول والله ما
علمنا، وما أمرنا به نبينا كائنا في ذلك ما هو كائن، فلما جاءوه، وقد دعا النجاشي
أساقفته فنشروا مصاحفهم حوله، ثم سألهم فقال لهم: ما هذا الدين الذي فارقتم فيه
قومكم، ولم تدخلوا به في ديني ولا في دين أحد من هذه الأمم؟ قال: فكان الذي كلمه
جعفر بن أبي طالب فقال له: أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل
الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيئ الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف،
وكنا على ذلك حتى بعث الله تعالى إلينا رسولا منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته
وعفافه، فدعانا إلى الله تعالى لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من
دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن
الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم،
وقذف المحصنة،
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 127