نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 129
ثم قال لعمرو بن العاص وصاحبه: (انطلقا فوالله لا أسلمهم
إليكما، ولا أكاد)
ثم قال: (اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي - والسيوم: الآمنون -
من مسكم غرم، من مسكم غرم، من مسكم غرم، ما أحب أن لي دبر ذهب وأني آذيت رجلا منكم
- والدبر بلسان الحبشة الجبل - ردوا عليهما هداياهما، فلا حاجة لي بها، فوالله ما
أخذ الله مني الرشوة حين رد علي ملكي فآخذ الرشوة فيه، وما أطاع الناس في فأطيعهم
فيه)
ثم قالت أم سلمة معلقة على نهاية ذلك المشهد: ( فخرجا من
عنده مقبوحين مردودا عليهما ما جاءا به. وأقمنا عنده بخير دار مع خير جار)
هل تعلم سيدي أن قومي قد استبدلوك بذلك الذي جاء يطلبك
والثلة المؤمنين معك.. والذي لم تدمع عيناه في الوقت الذي دمعت فيه كل تلك
العيون.. لقد صاروا يثنون عليه، ويعتبرونه من كبار الصحابة.. أما أنت فقد ألقوك في
سراديب الغفلة والنسيان.
لقد صاروا يطلقون عليه فاتحا لأنه ذهب إلى مصر يحمل سيفه،
بينما أنت لم تكن تحمل لنشر الإسلام سوى لسانك، وتلك القيم النبيلة التي مثلتها
أحسن تمثيل..
لقد صار السيف عندهم هو المعبر عن الإسلام، لا تلك الحجج
البليغة التي كنت ترسلها؛ فتدمع العيون لسماعها، وترتج القلوب لهيبتها.
لقد استطعت بحجتك القوية، وتمثيلك النموذجي للإسلام أن
تقنع النجاشي، وكبار أهل دولته بالإسلام، وهو ما أتاح لك التحرك بحرية لنشره،
وإعطاء النموذج الحقيقي للفتح.. لا ذلك الفتح الذي راحوا يستبعدون به الأحرار،
ويستولون على أموالهم وأراضيهم، ويفرضون عليهم الجزية، ويذلونهم بها، ويهينون الإسلام
أعظم إهانة، ويحولوه من دين هداية دين جباية، ومن دين سلام إلى دين صراع.
وهكذا ورد في رواية أخرى تفصيلا لبعض مواقفك مع النجاشي،
وفيها تقول أم
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 129