ثم ذكر سبب ذلك، فقال: (كنت أستقرئ الرجل الآية - هي معى -
كى ينقلب بى فيطعمني، وكان أخير الناس للمسكين - جعفر بن أبى طالب - كان ينقلب بنا
فيطعمنا ما كان في بيته)[2] ،
وقال: (وكنت إذا سألت جعفرا عن آية لم يجبنى حتى يذهب إلى منزله)[3]
ولذلك فرح رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بقدومك فرحا شديدا، وقد روي أنه
عندما رآك أسرع يضمك إلى صدره، ويقبل ما بين عينيك، ويقول: (لا أدري
بأيهما أنا أشد فرحا (أو أسرّ، أو أشد سرورا) بفتح خيبر؟.. أو بقدوم جعفر؟)[4]
لكنك سيدي بعد كل تلك الجهود والتضحيات آثرت الشهادة في
سبيل الله، لذلك رحت تقود معركة كنت تعلم أنك ستستشهد فيها، ولذلك ذكر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم من
يخلفك في القيادة.
فقد ذكر المؤرخون أنك بعد استشهاد زيد بن حارثة أخذت
الراية، كما عهد إليك رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بيمينك، فلما أصيبت أخذتها بشمالك،
فلما أصيبت أخذتها بعضديك، ولم تزل ممسكاً لها مقبلاً غير مدبر حتى قبضك الله إليه.
وذكروا أنهم وجدوا فيما أقبل من جسدك بضع وتسعون ما بين
طعنة ورمية، وذكروا أنك كنت تردد في الوقت الذي تتلقى فيه تلك الطعنات الشديدة
الكثيرة: