نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 133
والروم روم قد دنا عذابها
عليّ إن لاقيتها ضرابها
وقد عوضك الله عن تينك اليدين الطاهرتين جناحين تطير بهما
في الجنة مع الملائكة، كما أخبر عن ذلك رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. فقد حدث ابن عباس قال: بينما رسول
الله a جالس وأسماء بنت عميس قريبة منه إذ رد السلام، ثم
قال: (يا أسماء هذا جعفر بن أبي طالب مع جبريل وميكائيل وإسرافيل سلموا علينا فردي
عليهم السلام، وقد أخبرني أنه لقي المشركين يوم كذا وكذا قبل ممره على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بثلاث أو أربع، فقال:
لقيت المشركين فأصبت في جسدي من مقاديمي ثلاثا وسبعين بين رمية وطعنة وضربة، ثم
أخذت اللواء بيدي اليمنى فقطعت، ثم أخذت بيدي اليسرى فقطعت، فعوضني الله من يدي
جناحين أطير بهما مع جبريل وميكائيل أنزل من الجنة حيث شئت، وآكل من ثمارها ما شئت)،
فقالت أسماء: (هينئاً لجعفر ما رزقه الله من الخير، ولكن أخاف أن لا يصدق الناس
فاصعد المنبر أخبر به)، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (يا أيها الناس
إن جعفرا مع جبريل وميكائيل، له جناحان عوضه الله من يديه سلم علي، ثم أخبرهم كيف
كان أمره حيث لقي المشركين)، فاستبان للناس بعد اليوم الذي أخبر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أن جعفر لقيهم، فلذلك
سمي الطيار في الجنة)[1]
وهكذا ختم الله لك بالشهادة بعد كل ذلك العطاء، ولم يتجاوز
عمرك حينها بضعا وثلاثين سنة، قضيتها كلها ابتداء من شبابك الباكر في سبيل الله،
وعلى ملة رسول الله.
ونحن إلى الآن لا نزال نتخيلك بتلك الصورة التي وصفك بها
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ، وأنت تطير مع الملائكة .. لأنك عشت كالملائكة، وكان جزاؤك أن
تصير معهم وفيهم
[1]
رواه الحاكم (3/ 209 - 210 و 212) ورواه الطبراني في الأوسط مختصراً -كما في مجمع
الزوائد (9/ 272)
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 133