نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 138
الله: ما منعك أن تقول فيه، فيقول: ربي خشيت الناس،
فيقول: وأنا أحق أن تخشى) [1]
وروي أن رجلا سأل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وقد وضع
رجله في الغرز: أي الجهاد أفضل؟ فقال: (كلمة حق عند سلطان جائر) [2]
هذه وصية رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم للأمة،
وكيفية تعاملها مع أصحاب الملك العضوض من الأمويين والعباسيين والعثمانيين
وغيرهم.. فكل من استبد وحوّل الحكم الإسلامي إلى كسروية وقيصرية تجب مواجهته بكل
صنوف المواجهة، كما فعلتم.
وكما فعل جدكم الإمام الذي لم تكن حروبه علي للناكثين
والقاسطين والمارقين إلا تلبية لتلك الدعوات النبوية التي تحذر من استيلاء الفئة
الباغية على أمر الأمة، وتحريف الدين لينسجم مع أهواء أصحاب الملك العضوض.
أيها الثوار الأبطال.. لقد كانت تلك الأحاديث هي
المحرك لقيامكم وثوراتكم.. فقد علمتم أنكم أولى الناس بتطبيق وصية جدكم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. لتكونوا مثالا بين يدي الأمة، يحتذون بكم، ويهتدون بهديكم.
لقد كان في إمكانكم أن تمتلكوا القصور والضيعات، وأن
تعيشوا بكل ألوان الرفاه، لكنكم أبيتم أن تأخذوا الرشوة، ورضيتم أن تعلقوا على
الصلبان، وأن تحرقوا فتذروكم الرياح.
لقد حدث الرواة أن جدكم الإمام علي خرج يوما محزونا
يتنفّس، فقال: (كيف أنتم
[1]
ابن ماجه (4008)، وعبد بن حميد في المنتخب (971) ، والبيهقي في السنن
10/90-91، وأبو نعيم في الحلية 4/384.
[2] ابن أبي شيبة 13/50، والطبراني في الكبير
(8205) الطيالسي (1280)، وأورده الهيثمي في المجمع 9/407-408 وقال: رواه أحمد
والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح.
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 138