نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 14
ومثلما حصل للحسن بن علي حصل لأخيه الحسين بن علي
الذي ورد في الأحاديث الكثيرة بيان فضله ومرتبته من الدين، وأنه نفس رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، ومع ذلك نجد أصحاب السنة المذهبية حين يذكرون تلك التضحية
العظيمة التي قام بها الحسين للحفاظ على الدين في وجه من يريد تحريفه، يحتقرون ما
فعله، بل يعتبرونه من الأخطاء الكبرى التي لا منفعة فيها.. ويقدمون عليه مواقف ابن
عمر وغيره من الصحابة، كما قال ابن
تيمية: (ولم يكن في الخروج لا مصلحة دين ولا مصلحة دنيا بل تمكن أولئــك الظلمة
الطغاة من سبط رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم حتى قتلوه مظلوماً شهيداً وكان في خروجه وقتله من
الفساد ما لم يكن حصل لو قعد في بلده. فإن ما قصده من تحصيل الخير ودفع الشر لم
يحصل منه شيء، بل زاد الشر بخروجه وقتله ونقص الخير بذلك وصار ذلك سبباً لشر عظيم)[1]
وهكذا أصبح ابن تيمية وغيره أساتذة وأئمة وناصحين
لذلك الذي قال فيه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (حسين
مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سِبْطٌ من الأسباط)[2]
بل أعلن a، وهو في
حياته الشريفة أنه سلم لمن سالم وحرب لمن حارب، ففي الحديث أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم نظر إلى ابنته فاطمة وإلى علي ومعهما الحسن والحسين
وقال لهم: (أنا حرب لمن حاربكم، وسِلْمٌ لمن سالمكم) [3]، وقال: (من أحب الحسن والحسين أحببته، ومن أحببته
أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله جنات النعيم، ومن أبغضهما أو بغى عليهما