نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 142
فأنت سيدي لم تمت.. ولن تموت أبدا.. وحتى لو علقوك
على الصليب.. فإن ذلك الصليب هو المنارة التي تشرق منها شموس الحقائق، ليفطن
الغافلون، ويتوب المخدوعون.
لا زالت كلماتك سيدي ترن في آذاننا مثل كلمات آبائك
وأجدادك.. تدعونا لركوب سفينة النجاة التي من تكبر على ركوبها غرق، ومن ركبها
نجا..
لا زال قولك، وأنت تذكر أسباب خروجك على الطغاة يرن
في آذاننا، ليملأنا بالهمة العالية.. لقد كنت تقول لمن سألك عن ذلك: (إنّما خرجت
على الذين أغاروا على المدينة يوم الحرة، ثم رموا بيت الله بحجر المنجنيق والنار) [1]،وكنت
تقول: (إنّما خرجت على الذين قاتلوا جدي الحسين) [2]
هذا هو سر خروجك.. إنه الثورة على الظلم والاستبداد
والملك العضوض، وأولئك الذين حرفوا الدين، وملأوه تشويها وظلما واستبدادا.
ولذلك لم تكن تبالي بكل تلك الجيوش، ولا كل تلك
الأسلحة، ولا كل أولئك الخونة، لأنك كنت تنتظر لحظة عرسك حين تعلق على الصليب،
وتختلط دماؤك بدم آبائك الحسين وعلي وكل الشهداء..
بل كان طموحك وهمتك أعلى من أن يكفي الصليب
لتحقيقها.. لقد حدث عبد الله بن مسلم بن بابك عنك، فقال: خرجنا مع زيد بن علي إلى
مكة فلما كان نصف الليل واستوت الثريا فقال: يا بابكي ما ترى هذه الثريا؟ أترى أنّ
أحداً ينالها؟ قلت: لا، قال: (والله لوددت أنّ يدي ملصقة بها فأقع إلى الأرض، أو
حيث أقع، فأتقطع قطعة قطعة وأن