نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 146
الذين لا تخطر الدنيا على قلوبهم، ولا لها يسعون
فأُولئك مني وأنا منهم)[1]
وهكذا كنت تدعو إلى تلك القيم النبيلة التي دعا إليها
ا لقرآن الكريم، ومثلها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وورثته
من أهل بيت النبوة.. فلذلك لم تستعمل ما يستعمله أعداؤك من الوسائل المحرمة،
والأساليب الشيطانية.
سيدي لا تزال كلماتك نبراسا نهتدي به.. وهي كلمات
جميلة لا يمكن لمن يبحث عن دين الله أن يستغني عنها، أو عن سماعها.. لذلك ائذن لي
أن أقرأ على قومي بعض ما ذكرته في رسالتك إلى علماء الأمّة قبل خروجك[2]،
فأنت لم ترسلها لعلماء ذلك الزمان فقط، وإنما أرسلتها لعلماء كل الأزمنة.
لقد بدأت رسالتك سيدي بتحذيرهم من الدنيا، فحب الدنيا
والتعلق بها، وبيع الدين بسببها رأس كل خطيئة، لقد قلت لهم: (إنّي أُوصيكم معشر
العلماء بحظّكم من الله في تقواه وطاعته، وأن لا تبيعوه بالمكس من الثمن، والحقير
من البدل، واليسير من العِوَض، فإنّ كلّ شيء آثرتموه وعملتم له من الدنيا ليس
بخَلَف ممّا زيّن الله به العلماء من عباده الحافظين لرعاية ما استرعاهم واستحفظهم
من أمره ونهيه، ذلك بأنّ العاقبة للمتقين، والحسرة والندامة والويل الدائم
للجائرين الفاجرين) [3]
ثم رحت تذكرهم بعلماء الأمم السابقة، وأخذ العبر من
تقصيرهم في حق الله، وحق رسله، فحرفت لذلك أديانهم، وضل الناس بسببهم عن سواء
السبيل.. لقد قلت لهم:
[2]
هذه الرسالة قام بتحقيقها وتصحيحها محمد يحيى سالم عزان عن أربع نسخ، نوّه
بخصوصيتها في مقدمتها ونشرها دار التراث اليمني صنعاء عام 1412 هـ، وقد نقلت بعضها
من كتاب: بحوث في الملل والنحل، للسبحاني، 7/81.