نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 154
الدنيا، ورغبة منّي في نجاتكم، وخلاصكم. فإن أجبتمونا
إلى دعوتنا كنتم السعداء والموفورين حظاً ونصيباً.. عباد الله انصحوا داعي الحقّ
وانصروه إذ قد دعاكم لما يحييكم. ذلك بأنّ الكتاب يدعو إلى اللّه، وإلى العدل
والمعروف، ويزجر عن المنكر) [1]
وهكذا رحت تقيم عليهم كل أنواع الحجج، وتشرح لهم
كيفية الخروج من كل تلك السراديب المظلمة التي ارتضوها لأنفسهم، بدل أن يركبوا
سفينة النجاة التي بشر بها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، ودعا
إليها، لقد قلت لهم: (فقد نظرنا لكم وأردنا صلاحكم، ونحن أولى الناس بكم. رسول
الله a (جدّنا)، والسابق إليه الموَمن به (أبونا)، وبنته
سيدة النسوان (أُمّنا)، فمن نزل منكم منزلتنا. فسارعوا عباد الله إلى دعوة اللّه،
ولا تنكلوا عن الحق، فبالحق يُكبَت عدوّكم، وتمنع حريمكم، وتأمن ساحتكم. وذلك أنّا
ننزع الجائرين عن الجنود، والخزائن، والمدائن، والفيء، والغنائم، ونثبت الأمين
الموَتمن، غير الراشي والمرتشي، الناقض للعهد. فإن نظهر فهذا عهدنا، وإن نستشهد
فقد نصحنا لربّنا، وأدّينا الحقّ إليه من أنفسنا، فالجنة مثوانا ومنقلبنا، فأي هذا
يكره الموَمن، وفي أي هذا يرهب المسلم) [2]
إلى آخر رسالتك سيدي، والمملوءة بالعبر والمواعظ،
وبكل القيم القرآنية النبيلة التي تصدق قول رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فيكم،
وأنكم والقرآن مجتمعان لا تتفرقان، حتى تجتمعا لديه عند الحوض.
وقد كانت النتيجة التي آل إليها حالك، وحال من معك لا
تختلف كثيرا عن النتيجة التي آل إليها الإمام الحسين وأصحابه.. وقد كتب الله لك
الشهادة.. وعلقت على الصليب.. ولا يزال صليبك إلى اليوم منارة من منارات الهداية.