responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 153

كي تتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الاِثم والعدوان، فأمكنتم الظلمة من الظلم، وزيّنتم لهم الجور، وشددتم لهم ملكهم بالمعاونة والمقارنة، فهذا حالكم. فيا علماء السوء فمحوتم كتاب الله محواً، وضربتم وجه الدين ضرباً، فند والله نديد البعير الشارد، هرباً منكم. فبسوء صنيعكم سفكت دماء القائمين بدعوة الحقّ من ذرية النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، ورفعت روَوسهم فوق الأسنّة، وصُفّدُوا في الحديد، وخلص إليهم الذل، واستشعروا الكرب وتسربلوا الأحزان، يتنفسون الصعداء، ويتشاكون الجهد. فهذا ما قدّمتم لأنفسكم، وهذا ما حملتموه على ظهوركم، فاللّه المستعان، وهو الحكم بيننا وبينكم، يقضي بالحق وهو خير الفاصلين)[1]

وبعد أن استعملت كل ما ينبههم إلى غيهم وضلالهم وانحرافهم عن دين الله، رحت تدعوهم إلى إصلاح ما أفسدوه، ووضعت لهم خطة لذلك، فقلت: (وقد كتبت إليكم كتاباً بالذي أُريد من القيام به فيكم. وهو: العمل بكتاب اللّه، وإحياء سنّة رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم فبالكتاب قوام الاِيمان، وبالسنّة يثبت الدين. وإنّما البدع أكاذيب تخترع، وأهواء تتّبع، يتولّـى فيها وعليها رجال رجالاً صدّوهم عن دين اللّه، وذادوهم عن صراطه، فإذا غيّرها الموَمن، ونهى عنها المُوَحّد، قال المفسدون: جاءنا هذا يدعونا إلى بدعة.. وأيم الله ما البدعة إلاّ التي أحدث الجائرون، ولا الفساد إلاّ الذي حكم به الظالمون، وقد دعوتكم إلى الكتاب. فأجيبوا داعي اللّه، وانصروه، فوالذي بإذنه دعوتكم، وبأمره نصحت لكم، ما ألتمس أثرة على موَمن، ولا ظلماً لمعاهد، ولوددت أنّي قد حميتكم مراتع الهلكة، وهديتكم من الضلالة، ولو كنت أوقد ناراً فأقذف بنفسي فيها، لا يقربني ذلك من سخط اللّه، زهداً في هذه الحياة


[1] المرجع السابق، 7/86.

نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست