نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 152
وصدقتكم عن نفسها فكذبتموها.. فيا علماء السوء هذا
مهادكم الذي مهدتموه للظالمين، وهذا أمانكم الذي أتمنتموه للخائنين، وهذه شهادتكم
للمبطلين. فأنتم معهم في النار غداً خالدون، ﴿ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ
تَفْرَحُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُون﴾
[سورة غافر:75]، فلو كنتم سلّمتم إلى أهل الحقّ حقهم، وأقررتم لأهل الفضل بفضلهم
لكنتم أولياء اللّه، ولكنتم من العلماء به حقاً، الذين امتدحهم الله عزّ وجلّ في
كتابه بالخشية منهم، فلا أنتم علمتم الجاهل، ولا أنتم أرشدتم الضال، ولا أنتم في
خلاص الضعفاء تعملون، ولابشرط الله عليكم تقومون، ولا في فكاك رقابكم.. يا علماء
السوء اعتبروا حالكم، وتفكّروا في أمركم، وستذكرون ما أقول لكم.. يا علماء السوء
إنّما أمنتم عند الجبارين بالاِدهان، وفزتم بما في أيديكم بالمقاربة، وقربتم منهم
بالمصانعة، قد أبحتم الدين، وعطّلتم القرآن، فعاد علمكم حجّة للّه عليكم، وستعلمون
إذا حشرج الصدر، وجاءت الطامة، ونزلت الداهية) [1]
ثم بينت لهم أنهم أعظم مصيبة في الأمة، وقلت لهم: (يا
علماء السوء أنتم أعظم الخلق مصيبة، وأشدهم عقوبة، إن كنتم تعقلون، ذلك بأنّ الله
قد احتج عليكم بما استحفظكم إذ جعل الأمور ترد إليكم، وتصدر عنكم. الأحكام من
قبلكم تلتمس، والسنن من جهتكم تختبر. يقول المتبعون لكم: أنتم حجّتنا بيننا وبين
ربّنا. فبأي منزلة نزلتم من العباد هذه المنزلة؟ فوالذي نفس (زيد بن علي) بيده لو
بيّنتم للناس ما تعلمون ودعوتموهم إلى الحقّ الذي تعرفون، لتضعضع بنيان الجبارين،
ولتهدّم أساس الظالمين، ولكنّكم اشتريتم بآيات الله ثمناً قليلاً، وأدهنتم في
دينه، وفارقتم كتابه. هذا ما أخذ الله عليكم من العهود والمواثيق،