نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 151
أخذوا ثمن الدواء وأعطبوا المرضى. وكرعاة استوفوا
الأجر وضلّوا عن المرعى. وكحرّاس مدينة أسلموها إلى الأعداء، هذا مثل علماء السوء.
لا مالاً تبذلونه للّه تعالى، ولانفوساً تخاطرون بها في جنب الله تعالى، ولاداراً
عطلتموها، ولازوجة فارقتموها، ولاعشيرة عاديتموها. فلاتتمنوا ما عند الله تعالى
وقد خالفتموه. فترون أنّكم تسعون في النور، وتتلقاكم الملائكة بالبشارة من الله
عزّ وجلّ؟ كيف تطمعون في السلامة يوم الطامة؟! وقد أخرجتم الأمانة، وفارقتم العلم،
وأدهنتم في الدين. وقد رأيتم عهد الله منقوضاً، ودينه مبغوضاً، وأنتم لاتفزعون ومن
الله لاترهبون. فلو صبرتم على الأذى، وتحملّتم الموَنة في جنب الله لكانت أُمور
الله صادرة عنكم، وواردة إليكم) [1]
ثم رحت تخاطبهم بألا يسلموا قيادهم للظلمة بسبب حب
الدنيا والحرص عليها، فقلت: (عباد الله لاتمكّنوا الظالمين من قِيَادِكم بالطمع
فيما بأيديهم من حطام الدنيا الزائل، وتراثها الآفل، فتخسروا حظّكم من الله عزّ
وجلّ. عباد الله استقدموا إلى الموت بالوثيقة في الدين، والاعتصام بالكتاب المتين،
ولاتعجبوا بالحياة الفانية فما عند الله هو خير لكم، وإنّ الآخرة هي دار القرار. عباد
الله اندبوا الاِيمان ونوحوا على القرآن، فو الذي نفس (زيد بن علي) بيده لن تنالوا
خيراً لا يناله أهل بيت نبيّكم 6، ولا أصبتم فضلاً إلاّ أصابوه فأصبتم فضله) [2]
ثم رحت تخاطب علماء السوء بكل قوة، تذكرهم بجرائمهم
في حق الأمة وحق نبيها ودينها.. وقلت لهم: (فيا علماء السوء أكببتم على الدنيا
وإنّها لناهية لكم عنها، ومحذرة لكم منها، نصحت لكم الدنيا بتصرفها فاستغششتموها،
وتَفَتحت لكم الدنيا فاستحسنتموها،