نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 150
الأرحام، والوفاء بالعهد، والاِحسان، واجتناب
المحارم، كل هذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) [1]
ثم رحت تدعوهم إلى التعاون والاجتماع على ذلك، وتقرأ
عليهم قوله تعالى.. يقول الله تعالى لكم: ﴿ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ
وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ
اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب﴾ [سورة المائدة:2]، وتقول لهم
بعدها: (فقد ثبت فرض الله تعالى فاذكروا عهد الله الذي عاهدتموه وميثاقه الذي
واثقكم به ﴿ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ
اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور﴾ [سورة المائدة:7].
ثم رحت تبين لهم دور العلماء في إصلاح أمر الأمة،
وقلت لهم: (عباد الله إنّما تصلح الأمور على أيدي العلماء وتفسد بهم إذا باعوا أمر
الله تعالى ونهيه بمعاونة الظالمين، الجائرين، فكذلك الجهّال والسفهاء إذا كانت الأمور
في أيديهم، لم يستطيعوا إلاّ بالجهل والسفه إقامتها فحينئذ تصرخ المواريث، وتضج
الأحكام، ويفتضح المسلمون وأنتم أيّها العلماء عصابة مشهورة، وبالورع مذكورة، وإلى
عبادة الله منسوبة، وبدراسة القرآن معروفة، ولكم في أعين الناس مهابة، وفي المدائن
والأسواق مكرمة، يهابكم الشريف، ويكرمكم الضعيف، ويرهبكم من لا فضل لكم عليه.
يُبدَأ بكم عند الدُعوَة، والتُحَفَة، ويشار إليكم في المجالس، وتشفعون في
الحاجات، إذا امتنعت على الطالبين. وآثاركم متبعة، وطرقكم تسلك كل ذلك لما يرجوه
عندكم من هو دونكم من النجاة في عرفان حقّ الله تعالى) [2]
ثم رحت تذكرهم بما تتطلبه تلك المكانة التي أتيحت لهم
من دون الناس، وقلت لهم: (فلاتكونوا عند إيثار حقّ الله تعالى غافلين، ولأمره
مضيّعين، فتكونوا كالأطباء الذين