نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 149
ولا وفرة علمهم، وإنما نضالهم عن الحق، وثورتهم على
الباطل.. لقد قلت لهم: (لقد ميزكم الله تعالى حقّ تميز، ووسمكم سمة لا تخفى على ذي
لب، وذلك حين قال لكم: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ
أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ
وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ
أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيم﴾ [سورة التوبة:71]، فبدأ بفضيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم بفضيلة
الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر عنده، وبمنزلة القائمين بذلك من عباده، ولعمري
لقد استفتح الآية في نعت الموَمنين بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فاعتبروا عباد الله وانتفعوا بالموعظة) [1]
ثم رحت تذكر لهم أن الله تعالى نعت المخالفين لهذا
بالنفاق، فقال: ﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ
يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ
أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ
الْفَاسِقُون﴾ [سورة التوبة:67].
وعلقت عليها بقولك: (فلعمري لقد استفتح الآية في
ذمّهم بأمرهم بالمنكر ونهيهم عن المعروف فاعتبروا عباد الله وانتفعوا، واعلموا أنّ
فريضة الله تعالى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا أُقيمت له استقامت
الفرائض بأسرها هَيّنُها وشديدها) [2]
ثم بينت لهم حقيقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنها
ليست قاصرة على تلك الحسبة التي تقوم بها الشرطة الدينية في الشوارع والأسواق،
وإنما هي أشمل من ذلك بكثير.. فهو يشمل (الدعاء إلى الاِسلام، والاِخراج من
الظلمة، ورد الظالم، وقسمة الفيء والغنائم على منازلها، وأخذ الصدقات ووضعها في
مواضعها، وإقامة الحدود، وصلة