نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 17
لا يراه أحد ـ وكان
صادقاـ إلا أحبه وآمن به.. أفيكون كل الناس مرحومين برسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، تتنزل عليهم بركاته ـ حتى أعداؤه الذين قاتلوه ـ إلا أبا
طالب؟
ألم ترووا بأسانيدكم التي تعتبرونها أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم دعا لأم أبي هريرة التي لم تكتف بشركها بالله فقط، وإنما أضافت
إليه سب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، ومع
ذلك، بمجرد أن طلب أبا هريرة من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أن يدعو
لأمه، تحولت من النقيض إلى النقيض.. لقد رويتم أن أبا هريرة قال: كنت أدعو أمي إلى
الإسلام وهي مشركة، فدعوتها يوما.. فأتيت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وأنا
أبكي قلت: يا رسول الله، إنى كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى على فدعوتها اليوم
فأسمعتنى فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (اللهم اهد أم أبي هريرة).. ففتحت الباب ثم قالت: يا أبا
هريرة: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله)[1]
أنا لا أنكر الحديث، فأنا أعلم أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم مستجاب الدعوة، ولكني أعجب من عقولكم التي قبلت أن يدعو رسول الله
a بالهداية لأم أبي هريرة التي كانت تسبه، فتحولت مباشرة إلى
الإيمان، ثم يسكت عن الدعاء لعمه، أو يدعو ولا يستجاب له، مع أنه قضى حياته كلها
في مدحه ونصرته، على خلاف أم أبي هريرة التي لم تكن تكتفي بالشرك بل أضافت إليه سب
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.
ولم تكتفوا بأم أبي هريرة، بل أدخلتم قوم أبي هريرة
جميعا إلى الإسلام بدعوة واحدة من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقد حدث
أبو هريرة نفسه، قال: (جاء الطفيل بن عمرو إلى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال: إن دوسا قد عصت وأبت، فادع الله عليهم، فقال: (اللهم
اهد دوسا، وأت بهم)[2]