responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 18

بل رويتم أن المنافقين الذين وصفهم الله بما وصفهم به في القرآن الكريم من الخداع والمكر والتذبذب، ومع ذلك استطاعت دعوة رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أن تدركهم، فقد حدثتم عن ابن عمر. قال: (كنت عند رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم إذ جاءه حرملة بن زيد، فجلس بين يديه، فقال: يا رسول الله الإيمان هاهنا، وأشار بيده إلى لسانه، والنفاق هاهنا، وأشار بيده إلى قلبه، فسكت عنه رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، فردد عليه مرارا، فأخذ رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم بطرف لسان حرملة، وقال: (اللهم ارزقه لسانا صادقا، وقلبا شاكرا، وارزقه حبي وحب من يحبني وصير أمره إلى الخير، فقال: يارسول الله إن لي إخوانا منافقين كنت رأسا فيهم أفلا أدذلك عليهم؟ فقال: من جاءنا منهم استغفرنا له كما استغفرنا لك، ومن مات منهم على دينه فالله أولى به، ولا تخرق على أحد سترا)[1]

هكذا رويتم أن هذا المنافق تحول إلى الإيمان بدعوة واحدة، بل تحول مباشرة من منافق في الدرك الأسفل من النار إلى أحد الصحابة الذين تجلونهم [2]، وتعتقدون أنه لا يمكن لأحد من الناس أن يدرك عملهم حتى لو قام فلم يفتر، وصام ولم يفطر.. بل حتى لو قضى حياته جميعا في سجدة واحدة.

بل رويتم أن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أخبر أن أي منافق يأتيه يمكنه أن يتحول إلى الإيمان في لحظة واحدة.. فهل كان جدار الهداية التي حجب عنها أبو طالب ـ كما تذكرون ـ أسمك من جدار المنافقين، وهو الذي عاش حياته كلها مع رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم.

لقد قلت لهم كل ذلك.. وقلت لهم: ألم ترووا في سيركم ما يدل على أن أبا طالب


[1] المعجم الكبير للطبراني: 4/5، وقال ابن حجر في الإصابة: إسناده لا بأس به، وأخرجه ابن منده أيضاً. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح ولم يذكر من أخرج الخبر. مجمع الزوائد: 9/410..

[2] انظر: أسد الغابة: 1/475؛ والإصابة: 1/330..

نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست