responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 19

آمن بنبوة رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم قبل مبعثه الشريف، بل آمن به، وهو غلام صغير..

ألم ترووا فيها أن أبا طالب أراد المسير في ركب إلى الشام فقال له رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم: أي عم إلى من تخلفني ها هنا؟ وصب به رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم فرق له أبو طالب، فلما سارا أردفه خلفه، فخرج به فنزلوا على صاحب دير فقال صاحب الدير: ما هذا الغلام منك؟ قال: ابني. قال: ما هو بابنك وما ينبغي أن يكون له أب حي. قال: ولم؟ قال: لأن وجهه وجه نبي وعينه عين نبي. قال: وما النبي؟ قال: الذي يوحى إليه من السماء فينبئ أهل الأرض[1].. وقال له: (ارجع بابن أخيك إلى بلدك واحذر عليه اليهود فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا فإنه كائن لابن أخيك شأن. فأسرع به إلى بلاده ولا تذهب به إلى الروم فإن الروم إذا رأوه عرفوه بالصفة فيقتلونه)[2]

وقلت لهم: تأملوا في هذه النصوص التي تروونها جيدا، واقرأوا بعقولكم لا بألسنتكم فقط لتروا فيها الدلائل الواضحات على إيمانك العظيم برسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم.

فمن الدلائل البينات على إيمانك سيدي بنبوة رسول الله a وهو فتى صغير تصديقك للراهب، وعودتك بابن أخيك إلى بلده، بعد أن قطعت كل تلك المسافة..

في ذلك الوقت الذي عدت فيه مصدقا الراهب لم ينزل القرآن بعد.. ولم ينشق القمر بعد.. ولم تر تلك المعجزات الباهرات بعد.. أفيمكن أن تؤمن به صغيرا، وتجحده كبيرا؟.. أو تؤمن به وأنت لم تر منه ما يستدعي الإيمان، وتجحد به، وأنت ترى كل شيء يدل عليه؟

لقد قلت لهم: اقرأوا الرواية جيدا.. وانظروا فيها إلى تلك الرحمة والشفقة التي كان تملأ قلب أبي طالب على ابن أخيه محمد a.. ألم تروا كيف كان يدعوه ابني؟


[1] سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (2/ 140)

[2] المرجع السابق، (2/ 141)

نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست